أزم الوداد الرياضي وضعية ضيفه حسنية أكادير في أسفل سبورة الترتيب، بعد أن فاز عليه خلال المباراة التي جمعتهما أول أمس الأربعاء، بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم مؤجل الجولة 27 من البطولة «الاحترافية» بثلاثة أهداف لواحد. وجرت المباراة في غياب الجمهور بفعل العقوبة التي أصدرتها الجامعة في حق الوداد والقاضية بخوضه أربع مباريات دون جمهور بفعل أحداث الشغب التي عرفتها مباراته أمام الجيس الملكي في 14 ابريل الماضي. وجاءت أهداف الوداد على التوالي بواسطة كل من اللاعب محسن ياجور في مناسبتين بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 29 من ضربة جزاء لاقت احتجاجا شديدا من قبل المدرب مصطفى مديح، بدعوى أن الخطأ ارتكب خارج مربع العمليات، كما أن الحكم سمير الكزاز تردد كثيرا قبل الإعلان عنه، ليعود اللاعب نفسه تسع دقائق بعد ذلك لتسجيل الهدف الثاني، في حين تمكن اللاعب الكونغولي ليس موتيس في الدقيقة 62 من توقيع الهدف الثالث مستغلا الخروج الخاطئ للحارس بوخريص، فيما ضيع اللاعب مراد باطنة في الدقيقة 43 ضربة جزاء لصالح حسنية أكادير. ولم يمكن الهدف الذي سجله اللاعب باتريك واكو في الدقيقة 75 فريق حسنية أكادير من العودة في النتيجة على أمل الاقتراب من منطقة الأمان لتنتهي المباراة بانتصار الوداد بثلاث أهداف لواحد. وبات الوداد عقب هذه النتيجة على بعد ثلاث نقاط من غريمه التقليدي الرجاء (الثالث برصيد 48 نقطة) وباتت بالتالي نقطة واحدة فقط تفصله عن مطارده المباشر فريق الدفاع الحسني الجديدي، في حين تجمد رصيد فريق حسنية أكادير من النقاط في 27 إذ يحتل رتبة غير مطمئنة ( الصف 13) إلى جانب فريق وداد فاس. إلى ذلك خرج المدرب مصطفى مديح مدرب حسنية أكادير عن هدوئه المعهود، حينما وجه انتقادا لاذعا للحكام الذين أصابوا بحسبه الفريق في مقتل خلال هذا الموسم مما أزم وضعيته في سبورة الترتيب لتوالي نتائجه السلبية، مؤكدا خلال الندوة الصحفية عقب المباراة بأن الفريق كان الأكثر تضررا من القرارات الجائرة للحكام خلال هذا الموسم، معتبرا بأن «السيل قد بلغ الزبى وحان الوقت لوضع الأصبع على الداء، لقد استفحل الوضع وأصبح يدعو للريبة والشك، وما يحز في نفسي أكثر هو جهلي للأسباب الكامنة وراء ما يتعرض له الفريق من مناورات ممنهجة، فلو عرفت الجواب لأطمئن قلبي على الأقل»، لكن مديح اعترف خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة بقوة فريق الوداد البيضاوي الذي يستحق بحسبه الفوز ولا حاجة له بما قدمه له الحكم من خدمات، كما رفض مديح وصف البطولة الوطنية بالاحترافية مبرزا بأن الاحتراف الحقيقي لا بد وأن يكون بالأساس ثقافة وعقلية « فلا يكفي أن توزع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحافلات وسن القوانين المنظمة للعبة، يجب الاعتراف بأن هناك أخطاء ارتكبت من قبل المسؤولين على شؤون كرة القدم الوطنية ولا بد من تداركها». وأكد مديح الذي كان متأثرا من الوضعية الحالية لفريق حسنية أكادير بأنه ليس من النوع الذي يستسلم بسهولة بل سيواصل المقاومة وعدم الاستسلام خلال ما تبقى من دورات متشبثا ببقاء الفريق بالقسم الوطني الأول، لكن شريطة انتظار نتائج بقية الأندية الأخرى التي تصارع بدورها للانعتاق، معترفا بأن عملا كبيرا ينتظره في العمق خاصة على مستوى الجانب الذهني للاعبين. وغاب الإطار التقني الإسباني بينتو فلورو مدرب فريق الوداد البيضاوي عن الندوة الصحفية لتعرضه لوعكة صحية طارئة،وناب عنه ناصر مدرب حراس المرمى الذي اعتبر المباراة بمثابة لقاء إعدادي أجراه لاعبو «الفريق الأحمر» استعدادا لخوض غمار مباراة الإياب أمام فريق ريال باماكو السبت المقبل برسم منافسات كأس «الكاف»،واصفا المباراة بالمملة لغياب الجمهور دون أن تفوته الفرصة للتنويه بالمستوى التقني الذي ظهر به الحارس ياسين بونو الذي عوض نادر المياغري.