نفى عضو هيئة الإنصاف والمصالحة عباس بودرقة أن يكون الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي قد تلقى تعويضا ماليا ضخما يتجاوز مليار سنتيم من الهيئة، إثر الأخبار التي راجت في بعض الصحف مؤخرا. وقال بودرقة، في حوار صحفي نشر نهاية الأسبوع في جريدة الاتحاد الاشتراكي، إن الأخبار المنشورة التي مفادها أن الملك الراحل الحسن الثاني قد سبق له أن عوض اليوسفي بعدة هدايا خاصة، منها ضيعات فلاحية في مراكش وفي الشمال، أخبار غير صحيحة، وقال: «اتصل بي أحدهم سنة 2002 بإلحاح، عندما كان الأستاذ اليوسفي وزيرا أول، وأخبرني بأن سي عبد الرحمان قد تلقى ضيعة كبيرة من الملك الحسن الثاني في شمال المغرب، توجهت إلى بيته ورويت له ما سمعت. لم يجبني بأية كلمة، بل قام وصعد إلى الطابق العلوي، ثم نزل حاملا ساعتين في يده، وقال لي: «الهدية الوحيدة التي تلقيتها من المرحوم الحسن الثاني هي هذه الساعة. والساعة الثانية هدية تلقيتها من ابنه الملك محمد السادس. فكثيرا ما سمعت أن اليوسفي يسكن فيلا في شاطئ مدينة «كان» الفرنسية، وأنه يعيش في رفاهية هناك. والحقيقة أنه يسكن في شقة صغيرة (استوديو من 60 مترا مربعا) وبعيدا عن الشاطئ في مرتفع جبلي. وقبل أن يصبح وزيرا أول كان لا يستعمل في تنقلاته إلا الحافلات العمومية (الأوتوبيس). وحتى عندما أصبح وزيرا أول، تنقلت معه، مرارا، في مدينة «كان» على متن الحافلة». وقال بودرقة إن اليوسفي، عندما كان وزيرا أول، كان حاسما. وروى أنه في المجالس الحكومية كانت العادة أن الاجتماع لا يبتدئ إلا إذا حضر وزير الدولة في الداخلية الراحل إدريس البصري، وكان كل الوزراء، بمن فيهم الوزير الأول، ينتظر حتى يحضر البصري «إلا في عهد اليوسفي، فهو لم يكن ينتظر أحدا. ومرة، تقرر أن يذهب وفد وزاري إلى إحدى مناطق المغرب، واتفق على إقلاع الطائرة في الساعة الثامنة صباحا، وحضر كل الوزراء إلا إدريس البصري، فأعطى اليوسفي الأمر بإقلاع الطائرة، لكن الربان قال له إن وزير الداخلية لم يصل بعد، فأجابه اليوسفي: «الغائب حجته معه، أقلع بنا».