- بدأتم الاستعداد من أجل عقد ندوة صحافية حول الفيضانات الأخيرة في طنجة. ماذا عن هذه الندوة؟ < بالرغم من قصر مدة نزول الأمطار، فقد كانت التساقطات أكثر قوة وتدميرا، بحيث تحولت الكثير من الجهات إلى مناطق منكوبة. لقد تعرضت المدينة لخسائر فادحة تمثلت في إزهاق أرواح ونفوق عدد كبير من رؤوس الماشية والدواب وتدمير البنية التحتية للطرقات وشبكات الماء والكهرباء والتطهير والهاتف، كما جرفت الحقول وغرقت المنازل وأتلفت الممتلكات والغلات الزراعية، إضافة إلى اقتلاع الأشجار وطمر الطرقات والمعابر والآبار والعيون وتدمير القناطر وتعطيل شبكة الطرق الوطنية والثانوية وانقطاع حركة السير إلى درجة الشلل التام وعزل مجموعة من المناطق المنكوبة لعدة أيام وتشريد الآلاف من الأسر التي قضت لياليها في العراء دون قوت ولا مأوى، وأيضا تعطلت محطات معالجة الماء الصالح للشرب. هدفنا، إذن، هو الاطلاع على تفاصيل ما جرى بشكل موضوعي لكي لا يكون هناك تضارب في المعطيات وحجم الأضرار والخسائر، ولدعم عمليات الإصلاح والإغاثة، والضغط على الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها ولمعرفة الحاجيات والإمكانيات التي سيتم تسخيرها من أجل إعادة الوضع إلى حالته الطبيعية. كما نهدف أيضا إلى إطلاع الرأي العام الوطني والمحلي على طبيعة البنيات التحتية في المدينة ومدى قدرتها على استيعاب الظواهر الطبيعية الاستثنائية. - الحملة التضامنية التي دعوتم إليها، هل تعني أن حجم الأضرار لم يكن متوقعا؟ < بالتأكيد، هناك بنية تحتية هشة، وهناك الخروقات التي يمارسها أصحاب العقار وعدم احترامهم لدفتر التحملات. ومعظم الخسائر التي حلت بالمدينة خلال الفيضان كانت عند النقط التي تعاني من ضعف وهشاشة شبكة التطهير، وانعدامها أحيانا بسبب تأثرها بتراكم النفايات والأتربة المرتبطة بمخلفات مقاولات البناء والإصلاحات غير الخاضعة للمراقبة وبسبب الأشغال وغياب النظافة وتقاعس الجهات المختصة وتملصها من تطبيق القانون. لقد عمت الفيضانات الأحياء والتجمعات السكنية المقامة بشكل عشوائي أو المرخصة في المناطق الممنوع فيها البناء، كالمنجرفات ووسط مجاري الأودية، ليس في طنجة فقط بل في كل المدن المغربية، علما بأن الدراسات تثبت أن تربة الأودية الطبيعية تمتص 60 % من كميات الماء. هناك مسألة أخرى وهي أن حجم أضرار الفيضان كان غير متوقع بسبب البنية الجغرافية للمدينة التي تعتبر جبلية ولا تتعرض لفيضانات كثيرة، وأغلب الخسائر كانت في المناطق المنخفضة التي تتوفر على بنية تحتية أكثر هشاشة. - تستعدون لإنجاز تقرير ميداني عما جرى خلال وبعد الفيضان. ما الهدف من ذلك؟ < هذا يصب في نفس الهدف، وهو الوقوف بشكل موضوعي على حجم الأضرار بعيدا عن المزايدات، وإعداد تقييم للتدخلات وتحديد المسؤوليات، ودفع النسيج الجمعوي إلى التكاثف والتضامن مع الضحايا. كما نهدف أيضا إلى العمل على تفادي الوقوع في نفس الأخطاء. إن العمل من أجل المستقبل أساسي في هذه الظروف، وتجنب تكرار ما وقع يبدو هو العمل الأنسب الذي سنركز عليه جهودنا. * رئيس جمعية «نحن مواطنون» بطنجة