قبل يوم واحد من انتهاء المهلة القانونية لإيداع الترشيحات الخاصة بانتخابات رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أعلن الرئيس المنتهية ولايته محمد حوراني عن مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه الانسحاب من السباق، فاسحا المجال أمام مريم بنصالح شقرون، مسيرة مجموعة المياه المعدنية «والماس»، التي قررت خوص الانتخابات. وهي أولى سيدة تتقدم لمنصب ظل منذ تأسيس الاتحاد حكرا على الرجال. وفي تبريره لقرار عدم تقديمه ترشيحه لولاية ثانية قال حوراني: «إنني لم أجد بدا من أن أبتهج لقرار أولى سيدة تتقدم لانتخابات الباطرونا، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الاتحاد»، مضيفا «كنت دائما أناضل من أجل المساواة بين الجنسين داخل التنظيم، وهو ما تم تحقيقه بفضل «تأنيث» النصوص القانونية المنظمة للاتحاد، فضلا عن أنني عبرت في أكثر من مناسبة عن رغبتي في رؤية امرأة على رأس الباطرونا». رئيس الباطرونا أضاف في رسالته أنه أمام إلحاح عدد من رؤساء المقاولات ورؤساء الفيدراليات ورؤساء الاتحادات الجهوية، ممن كانوا يتمنون أن يستمر رئيسا ليتمم عددا من الأوراش التي بدأها، قبِل إعادة ترشحه، في حال لم يعبر أي شخص عن رغبته في الترشح للرئاسة، وهو ما ينتفي مع إعلان مسيرة مجموعة «والماس» وضع ملف ترشيحها أمام لجنة الانتخابات. حوراني، الذي رفض، في اتصال مع «المساء»، التعليق على قرار انسحابه من سباق الرئاسيات، مفضلا الاكتفاء بما ورد في البلاغ الصادر عنه، قال أيضا إن أولويته على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب كانت دائما هي إنهاء ارتباط الاتحاد بالأشخاص من خلال تزويده برؤية على المدى البعيد وتمكينه من الاستمرارية على مستوى الأداء، وهو ما تحقق اليوم، «وصار اتحاد الباطرونا مؤسسة اقتراحية ومبدعة- وبكل مسؤولية- في جميع القرارات الكبرى وجميع الأوراش المفتوحة في المملكة، على أساس أرضية رؤية 2020 التي تشكل نموذجا وخارطة طريق للمقاولات المغربية». على صعيد متصل، تراجع كل من عبد الإله حفظي، رئيس الجامعة الوطنية للنقل الطرقي، وحماد كسال، الرئيس السابق لاتحاد المقاولات الصغرى والمتوسطة، عن وضع ترشيحيهما في مواجهة مريم بنصالح، رغم إعلانهما المبكر عن نيتهما تقديم ترشيحيهما. وعزت مصادر «المساء» هذا التراجع إلى ضعف حظوظهما للفوز بالمنصب، خاصة مع الدعم الكبير الذي تحظى به بنصالح من قبل قطاع واسع من نسيج المقاولات الكبرى الوطنية. ويرتقب أن تجرى انتخابات رئيس ونائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب في 16 ماي المقبل. وكان الجمع العام للاتحاد المنعقد الأسبوع الماضي قرر فتح باب الترشيحات ابتداء من 13 أبريل الجاري إلى غاية أمس الخميس. ومن المنتظر أن يعقد الاتحاد اليوم الجمعة جمعا عاما للنظر في مطابقة ترشيح مريم بنصالح للوائح الاتحاد، وأيضا في تحيين اشتراكات المنتسبين إلى الاتحاد أو قبول انخراطات جديدة في 11 ماي المقبل، قبل الإقدام في 14 من الشهر ذاته على المصادقة النهائية على لائحة الحاضرين في الجمع العام الانتخابي. تجدر الإشارة إلى أن مريم بنصالح شقرون، التي تدير شركة «أولماس»، أحد فروع مجموعة «هولماركوم» المملوكة لعائلة بنصالح، تصنف من بين أكثر المقاوِلات المغربيات حضورا على الصعيد العربي والدولي. إذ أدرجت ضمن لائحة «فايناشيال تايمز» كشخصية عربية لامعة في مجال المال والأعمال، زيادة على كونها تضطلع بمهمة رئاسة أول مجلس للمراقبة بالمركز الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم بالمغرب، وشغلها عدة مناصب في مؤسسات وجمعيات مختلفة، وعضويتها بملتقى دافوس الاقتصادي، وبالمجلس العربي للأعمال. وفضلا عن ذلك كانت مجلة «فوربس»، المختصة في الأعمال، قد صنفتها قبل قرابة 6 سنوات من بين أقوى خمسين شخصية نسائية في عالم الأعمال في العالم العربي، بفضل ما وصفته المجلة بقدرتها الفائقة على تدبير وتسيير المقاولات.