قد لاتحتاج مريم بنصالح إلى دراجتها «الهارلي» لربح السباق نحو رئاسة «الباطرونا» . فبعد انسحاب محمد حوراني الرئيس الحالي للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب وسحبه الترشح لولاية ثانية، جاء الدور على عبد الإله حفظي رئيس فيدرالية النقل، الذي سارع بدوره إلى الانسحاب من السباق على رئاسة الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، أصبحت الطريق معبدة أمام سيدة الأعمال الشهيرة لتكون أول امرأة رئيسة في تاريخ الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب. كلا الرجلين صرحا أنهما سيدعمان ترشيح المرأة التي اختيرت من بين أقوى 50 سيدة أعمال مؤثرة في العالم العربي. فعكس الطبقة السياسية، يبدو أن رجال الأعمال كانوا أكثر استيعاب لمبدأ المناصفة الذي جاء به الدستور الجديد. ظهر ذلك من خلال حيثيات إقدام الرجلين الوازنين بالاتحاد على سحب ترشيحهما من السباق نحو الرئاسة. خطوة من المرتقب أن يحذو حذوها أشخاص آخرون كانوا يعتزمون ترشيح أنفسهم، تقول مصادر من داخل «الباطرونا»، مشيرة في اتصالات مع «الأحداث المغربية» إلى أن السياق العام داخل «الباطرونا» يسير في اتجاه خلق إجماع على مالكة «أولماس» لتكون مرشحة وحيدة رفقة نائبها صلاح الدين القدميري، الرئيس الحالي للجنة المقاولات الصغرى والمتوسطة بالاتحاد. سيناريو إذا تحقق، فإنه يعيد إلى الأذهان ما وقع قبل ثلاث سنوات عندما تقدم محمد حوراني وحيدا لانتخابات الرئاسة، بعد أن سحب الثنائي محمد الشعيبي والعلوي ترشيحهما في آخر لحظة، وهو نفس الشيء الذي وقع في سنة 2006 عندما تم سحب الترشيحات في آخر لحظة كذلك لفسح المجال أمام مولاي حفيظ العلمي الرئيس السابق ل«الباطرونا». ساعتها تهامست الألسن حول وجود إرادة من خارج الاتحاد، لإملاء مرشحين بأعينهم. فهل سيتحقق نفس السيناريو في 16 ماي القادم، تاريخ انتخاب الرئيس الجديد؟ الأمر ليس كذلك على الأقل بالنسبة لكل من حوراني وحفظي. ففي بلاغ أشبه بخطبة وداع، توصلت به «الأحداث المغربية»، قال محمد حوراني الرئيس الحالي ل«الباطرونا»، إن اتخاذه هذا القرار، جاء بناء على «إيمان عميق» بمبدأ المناصفة، وكذلك الكفاءة التي تتمتع بها مريم بنصالح، وذلك رغم دعوات العديد من أرباب المقاولات ورؤساء الفيدراليات والاتحاديات الجهوية له بترشيح نفسه لولاية ثانية من أجل استكمال الأوراش التي باشرها خلال ولايته، يقول حوراني. المبررات نفسها، ساقها من جانبه، عبد الإله حفظي، الذي لم يتردد في وصف بنصالح ب«سيدة الأعمال الناجحة وذات المكانة العالية وطنيا ودوليا»، مضيفا أنه تمتلك مقومات تدبير منظمة اقتصادية وازنة من حجم الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب. الإشادة بمريم بنصالح كان ديدن محمد الشعيبي ، الذي أكد بدوره في اتصال مع «الأحداث المغربية» أن ابنة مؤسس مجموعة «هولماروكوم»، بالإضافة إلى كونها امرأة يجب تشجيعها، فإنها تتمتع بما يكفي من الخبرة و«الكاريزما» ما يؤهلها لتقديم قيمة مضافة نوعية إلى الاتحاد، يؤكد الشعيبي. فمن هي مريم بنصالح التي تحظي حتى الآن بدعم الشخصيات الوازنة داخل الباطرونا؟ هي سليلة الحاج عبد القادر بنصالح مؤسس شركة «هولماركوم» القابضة، وهي إحدى أكبر المجموعات الاقتصادية بالمغرب الفاعلة في عدة قطاعات اقتصادية، من أبرزها المياه المعدنية والقطاع المالي والصناعي والتوزيع. فبعد مسار دراسي ناجح بكل من فرنسا وأمريكا، توجتها بالحصول على شهادات في التدبير المالي، انخرطت مريم بنصالح في البداية في مسار بعيد عن مجموعة والدها وذلك بناء على نصيحة هذا الأخير، في محاولة لصقل تجربتها وبث روح العصامية والصبر في روح ابنته وهو الامتحان الذي نجحت فيه مريم بامتياز ليدعوها الحاج عبد القادر إلى الالتحاق بالمجموعة، حيث أبانت عن كفاءة عالية ساهمت في الرفع من أداء المجموعة الاقتصادية للعائلة، لكن أيضا في رفع رصيدها الشخصي، حيث تعد مريم المرأة الوحيدة التي ترأست المجلس الإداري لبنك المغرب، في الوقت الذي تعتبر إحدى الشركاء المميزين لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وكذلك عضوية منتدى دافوس الاقتصادي وكذلك المجلس العربي للأعمال، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الثقافية والفنية. هي الآن في عقدها الخامس، لكنها مازالت تتمتع بحيوية العشرين. السر في ذلك حسب مقربين من مريم هو عدم اكتفائها بالانغماس في شؤون المجموعة فقط، بل عمدت إلى الانخراط في العديد من الأعمال ذات الطابع الثقافي والفني والخيري الاجتماعي والثقافي، في الوقت التي اتخذت لنفسها هوايات متعددة، قاسمها المشترك ربح التحدي وذلك من قبيل ركوب دراجات «الهارلي» وقيادات السيارات والطائرات والخيول.. فهل يسعف ذلك مريم لتكون أول رئيسة «الباطرونا»؟ الجواب يوم 16 ماي المقبل.