يبدو أن حركة 20 فبراير «رشقات ليها»، بتعبير عبد الإله بنكيران، بعد مدة طويلة من السبات غير المفهوم، إذ عاد محتجو هذه الحركة، أول أمس، إلى الشارع ورفعوا شعارات نارية وصلت إلى حد المطالبة برحيل المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة والمخزن. وكادت هذه الشعارات النارية أن تشعل فتيل المواجهات بينهم وبين قوات الأمن التي حضرت لأول مرة منذ أشهر بالموازاة مع المسيرة. وقد شارك العشرات من مناضلي الحركة والأحزاب الداعمة لها في المسيرة التي شهدتها العاصمة أول أمس الأحد، والتي انطلقت كعادة مسيرات الحركة السابقة من باب الأحد باتجاه مبنى البرلمان، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأيضا شعارات تطالب بالتشغيل للجميع، فيما رفع آخرون شعارات مطالبة برحيل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وحل البرلمان وإسقاط الدستور، من قبيل: «بنكيران اطلع برا»، و«يسقط حكم المخزن»، و«الشعب يريد حل البرلمان». وكان من اللافت حضور مجموعة من فبرايريي مدينة القنيطرة، الذين شاركوا في المسيرة وهم يحملون صورا للطلبة المعتقلين على خلفية المواجهات التي شهدها الحي الجامعي بنفس المدينة، في حين ردد المشاركون شعارات من قبيل «الشعب يريد إطلاق المعتقل»، مطالبين بإطلاق سراح من يعتبرونهم «معتقلي الحركة» بالمدينة. وكان لافتا أيضا حضور الشعارات ذات الصبغة الاقتصادية في هتافات المتظاهرين، حيث رفعوا شعارات تنتقد الشبكات الاقتصادية المتنفذة والمستفيدة من قربها من مراكز القرار، من قبيل: «شكون سبب المزيرية، المافيا المخزنية»، وأيضا شعارات مطالبة بمحاربة الريع الاقتصادي وتشغيل العاطلين من حملة الشواهد العليا. وكما هو الشأن بالنسبة إلى المسيرات السابقة للحركة، فقد حضر «الشباب الملكي» حاملا الرايات الوطنية وصور الملك محمد السادس، ورافعا شعارات تهاجم حركة 20 فبراير. وكادت المشادات الكلامية بين الطرفين تتحول إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخل عناصر الأمن للحيلولة دون التماس المباشر بين المعسكرين.