على بعد أيام فقط من تفجر فضيحة محاولة السطو على منطقة خضراء من طرف عمدة طنجة، فؤاد العماري، بات سكان حي البرانص في طنجة مهددين بفقدان مساحة خضراء أخرى، يقولون إنها تندرج ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعدما انطلقت فيها أعمال الحفر لإنشاء مدرسة خاصة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر مطّلعة، فإن هذه البقعة، المحاذية لمسجد الإمارات، مخصصة لتصبح منطقة خضراء، حسب تصميم التجزئة الذي أنجزته شركة العمران العقارية، كما أنها كانت مبرمجة ضمن المناطق التي ستخضع للتهيئة برسم برنامج مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة 2012، حيث خصص لها مبلغ 700 ألف درهم لتحويلها إلى متنزه. وتفاجأ السكان، قبل أيام قليلة، بتمركز آليات الحفر والبناء فوق القطعة الأرضية والشروع في الأشغال حتى قبل وضع لافتة المشروع، وهو إجراء ضروري لتحديد طبيعة المشروع وصاحبه ورقم ترخيصه ومهندسه، ويؤكد السكان أن العمال قالوا لهم إنهم «بصدد بناء مدرسة خاصة مالكها هو العمدة». ويتساءل السكان عن سر صمت والي المدينة، محمد حصاد، الذي يقولون إنه «يبدو لا مباليا بالفضائح التي تعيشها المدينة»، كما أن «كاتبه العام تحول إلى مجرد وسيط في هذه الفضائح»، حيث يتهمه السكان بأنه عوض أن يطبق القانون فإنه يحاول إقناع السكان المتضررين بقبول الأمر الواقع. من جانبه اختار عمدة طنجة، فؤاد العماري، التزام الصمت وعدم الرد على استفسارات الصحافة، في الوقت الذي ما يزال شبح «فضيحة» إقامة البستان يطارده، بعدما رخص لنفسه بإنشاء مدرسة خاصة فوق مساحة خضراء اقتناها ب25 درهما للمتر، متجاهلا احتجاجات سكان المنطقة. وكان العماري أيضا «بطل» فضيحة سابقة حين قرر إقامة بناء إضافي كبير في ساحة مدرسة «الأنوار»، التي يمتلكها رفقة شركاء آخرين، وهو بناء تم من دون أي رخصة، ولم يحصل البناء لا على إذن الولاية ولا الوكالة الحضرية ولا الوقاية المدينة، ومع ذلك تم البناء ولم تقم السلطات بأي رد فعل تجاهه.