سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدرسة «الأنوار» الخصوصية تشرد تلاميذها وآباء يستعدون لمقاضاة عمدة المدينة تم القضاء على الساحة وأقيم مكانها مبنى لا يتوفر على أي ترخيص ويشكل خطرا على التلاميذ
تتواصل الاحتجاجات في طنجة ضد مشروع توسيع مدرسة خصوصية، يعتبر عمدة طنجة فؤاد العماري أحد المساهمين الرئيسيين فيها، وذلك بسبب البناء غير القانوني التي تعرفه المدرسة، والذي أدى إلى انسحاب عشرات التلاميذ من المؤسسة. ويخوض آباء التلاميذ والسكان المجاورون لمقر المدرسة الخصوصية «الأنوار»، احتجاجات يومية، يطالبون من خلالها بضرورة التدخل السريع من طرف سلطات طنجة وجماعاتها المنتخبة، من أجل وضع حد لما أسموه «السيبة غير المسبوقة» التي يمارسها مسؤولو المدرسة «ضدا على القوانين الجاري بها العمل». وكان سكان تجزئة «النجمة»، حيث توجد المدرسة الخصوصية، راسلوا من قبل عددا من الجهات المسؤولة بالمدينة، من بينهم والي طنجة محمد حصاد، وطالبوا بوضع حد لعمليات البناء التي تقوم بها إدارة المؤسسة، والتي تقام من دون أي رخصة. وخلافا لما هو معمول به في كل عمليات البناء، فإن عمليات تشييد مبنى من عدة طوابق في ساحة مدرسة «الأنوار»، لا يحمل أي رخصة، كما أن موظفين في مصلحة مراقبة البناء سبق أن اتصلوا بالمسؤولين عن الورش، غير أن هؤلاء أجابوهم بأن المدرسة هي في ملكية العمدة، وأنها ليست في حاجة لترخيص. وقال مراقبو البناء إنهم وجدوا في وقت لاحق رخصة قديمة جدا، ربما تكون مرتبطة بأول عملية بناء للمدرسة، وهي تحمل رقم 11/ 5/ 77، والتي تمت إزالتها فيما بعد. ويقول السكان إن عملية البناء في المدرسة تفتقر لكل الأسس القانونية، بالنظر إلى أن إضافة مبنى آخر بساحة المدرسة يخرق كل التصاميم السابقة التي تم بموجبها وضع مخطط السكن في المنطقة، وعلى رأسها مساحة الطريق العمومي. من جهتها قالت مصادر من الوكالة الحضرية، إنها لم تمنح أي رخصة لإدارة مدرسة «الأنوار» من أجل إضافة مبنى آخر، وأن ذلك البناء غير قانوني بالمرة، والذي يعتبر فيه الحصول على إذن الوكالة ضروريا. كما قالت مصادر من مصالح الوقاية المدنية، إنها لم توقع أي ترخيص من أجل عملية البناء، كما أن مصالحها لم تقم بأي معاينة للمبنى الجديد. نفس المعطى صرح به مسؤولون في الجماعة الحضرية، لذا أشاروا إلى أن مدرسة «الأنوار»، التي يمتلك عمدة طنجة أكثر من ربع أسهمها، لا تتوفر على أي حق في بناء خارج القانون، وأن ما يقوم به العمدة يعتبر فضيحة بكل المقاييس. ويقول السكان إنهم توجهوا بشكايتهم إلى عمدة طنجة، والذي رد عليهم بأنه مجرد شريك في المدرسة وليس مالكها، وهو ما أثار استغرابهم، بالنظر إلى أن العمدة كان يقول في وقت سابق بأنه مالك المدرسة، وعلى هذا الأساس كان يروج لها أصحابها. ولم يتسن الاتصال بعمدة طنجة طوال اليومين الماضيين، وفي بعض الأحيان كان شقيقه يرد على الهاتف ويقول إن العمدة في اجتماع. غير أن الجانب الأكثر قتامة في «مدرسة العمدة» هو معاناة تلاميذها، الذين وجدوا أنفسهم بدون ساحة، حيث تم اقتلاع شجرتين وحفر الحديقة الصغيرة والقضاء نهائيا على الساحة من أجل إضافة مبنى سيخصص للتعليم الإعدادي. ووجد الكثير من آباء التلاميذ أنفسهم أمام معضلة حقيقية، حيث كانوا يسابقون الزمن من أجل نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى، خصوصا في ظل الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه المؤسسات التعليمية في المدينة. وقال أولياء التلاميذ إن إدارة المؤسسة واجهتهم بابتزاز غريب، وذلك عندما رفضت أن تعيد لهم رسوم التسجيل، وهو ما وصفوه ب«استفزاز مباشر»، حيث قرروا اللجوء إلى القضاء. وقام عدد من الآباء بمرافقة أعوان قضائيين إلى مقر إدارة مدرسة «الأنوار»، من أجل إثبات رفض الإدارة إعادة رسوم التسجيل، في أفق المتابعة القضائية لمالكي المدرسة. وقال عدد من آباء التلاميذ إنهم سيقاضون عمدة طنجة شخصيا ويتابعونه أمام القضاء، كما سيعقدون قريبا ندوة صحفية سيحملون فيها ما يجري لسلطات المدينة وجماعاتها المنتخبة. ويقول هؤلاء إن ما يقوم به عمدة طنجة هو فضيحة حقيقية بجميع المقاييس، حيث يسابق الزمن من أجل جمع المال وخرق القانون، خصوصا وأن وجوده على رأس عمدية طنجة لن تتعدى بضعة أشهر، في انتظار إجراء انتخابات جماعية مبكرة. وفي الوقت الذي يجري تحرك على مختلف المستويات من أجل مواجهة متابعة ما يجري بمدرسة «الأنوار»، فإن صمتا مطبقا وغريبا من جانب وزارة التعليم، في شخص مندوب الوزارة في طنجة سعيد بودرا، الذي لم يخرج عن صمته إلى حد الآن. ولم تتخذ نيابة التعليم أي موقف مما يجري، فيما قال سكان بتجزئة النجمة إنهم حاولوا لقاء المندوب غير أنهم فشلوا في ذلك، وأن ذلك ربما قد يعود إلى أنه مقرب جدا من العمدة، وأنه يغض الطرف عما يجري. وحاولت «المساء» على مدى يومين الاتصال بنيابة التعليم، حيث لم يكن النائب موجودا، وكان هاتفه مقفلا. ويرتقب أن يطالب أولياء التلاميذ بلقاء عاجل مع وزير التعليم، أو مع مدير الأكاديمية الجهوية للتعليم، عبد الوهاب بنعجيبة، التي تقول مصادر في الأكاديمية إنه يتابع بقلق شديد ما يجري في مدرسة «الأنوار».