سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصريحات الشيخ تضعه في مأزق والعرايشي يدخل على الخط في قضية دفاتر التحملات قال ل«المساء» إن الخلفي عقد لقاءات قبل إعداد الدفاتر ومجاهد يتهم الوزير بتمييع التشاور
رضى زروق يبدو أن الجدل الذي أثارته تصريحات المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، حول دفتر التحملات الذي أعدته وزارة الاتصال وصادقت عليه «الهاكا»، ستكون له المزيد من التداعيات وسيثير جدلا أوسع. وعلمت «المساء» أن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، لم يستسغ ما ورد في تصريحات سليم الشيخ. وأكد مصدر أن الخلفي فاتح رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بخصوص الأمر وعبر له عن امتعاضه من الهجمات التي تعرض لها، ليس فقط من قبل الشيخ، بل ومن طرف جهات في المعارضة وأخرى من داخل الحكومة. وذهب قياديون من أحزاب المعارضة إلى حد اعتبار أن دفاتر التحملات تخفي نوعا من التحكم الإديولوجي وأنها تعارض إرادة المغاربة، الذين ينادون باستقلالية وسائل الإعلام، وأنها لا تعكس انفتاح المغاربة على التطورات التي يشهدها العالم. من جانب آخر، أكدت مصادر أن المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، بات في موقف حرج، بسبب خرجاته الإعلامية المدوية، التي انتقدت بشدة كيفية إعداد محتوى دفتر التحملات الخاص بقناة وراديو «دوزيم». ولم تستبعد نفس المصادر أن تتم الإطاحة مستقبلا بسليم الشيخ من إدارة القناة الثانية، علما أن خرجته الإعلامية المفاجئة رأى كثيرون أنها مدبرة من قبل جهات معينة وتحارب إصلاحات مصطفى الخلفي. من جهة أخرى، دخل فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على الخط في الملف المتعلق بدفاتر التحملات، إذ أوضح في حديثه إلى «المساء» أن إعداد وزارة الاتصال لهذه الدفاتر مر عبر لقاءات ومشاورات، توصلت خلالها الوزارة بمقترحات، قال إن معظمها تم أخده بعين الاعتبار. وأكد العرايشي أن تنفيذ مقتضيات دفاتر التحملات سيحتاج إلى وقت وإلى مجهود كبير، مشيرا إلى أن بعض البنود والمقتضيات سيصعب تنفيذها بالحرف في الوقت الراهن، كما قال إن هناك مبادئ أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وردت في الدستور الجديد، أبرزها الاستقلالية والتعددية اللغوية والهوية المغربية. أما رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يونس مجاهد، فانتقد دفاتر التحملات الجديدة، مبررا ذلك، في اتصال مع «المساء»، بغياب منهجية تشاركية كافية. وأضاف: «الخلفي اتصل بمدراء القنوات والإذاعات الوطنية وطلب منهم تعميم مذكرة تم تعليقها على الجدران طلب من خلالها مده بمقترحات، وهذه الطريقة غير معمول بها في مثل هذه الأشياء». ووصف مجاهد طريقة التشاور التي اعتمدها الخلفي قبل إعداد دفاتر التحملات ب»التمييعية»، مشيرا إلى أن وزير الاتصال عمد إلى الانتقائية في اللقاءات التي عقدها. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن المناقشات كان من المنتظر أن تتم مع المهنيين، الذين تم تغييبهم – حسب رأي مجاهد – في إعداد الدفاتر. وانتقد مجاهد كذلك مضمون هذه الدفاتر، إذ قال إنه لا يعقل أن تتدخل دفاتر التحملات في أدق تفاصيل البرامج، بما في ذلك الضيوف الذين تتم محاورتهم. وكان سليم الشيخ قد هاجم بشدة دفتر التحملات الجديد الخاص بالقناة، مؤكدا أن الهوية التي تبنتها «الدوزيم» منذ حوالي 23 سنة باتت في خطر. وقال الشيخ إن إعداد دفتر التحملات تم بطريقة أحادية من قبل وزارة الاتصال، وأضاف: «لم نطلع على مشروع دفتر التحملات، واطلعنا عليه بطريقة جزئية بضع ساعات قبل المصادقة عليه من قبل المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري». وكان الشيخ قد أوضح أن دفتر التحملات سيطمس هوية القناة وسيجعل منها قناة جهوية تركز على الحوارات والثقافة، على غرار قناة «فرانس 3»، وأضاف قائلا: «القناة الثانية حرصت دائما على خلق توازن بين الترفيه والإخبار والثقافة، لكن وحسب ما ورد في دفتر التحملات، فإن الوظيفة الترفيهية ستصير منعدمة، وهوية القناة تسير في اتجاه أن تصبح وظيفية على غرار فرانس 3». وحاولت «المساء» ربط الاتصال بالمدير العام للقناة الثانية، غير أن هاتفه النقال ظل يرن دون أن يرد طيلة صباح أمس الخميس.