حددت محكمة الاستئناف بمراكش يوم غد الأربعاء، موعدا لأولى جلسات محاكمة التلميذ ياسين بلعسل، بعد أن قضت المحكمة الابتدائية بحبسه مدة عام واحد، قضى منه حتى الآن أكثر من شهر بالسجن المدني بولمهارز. وأوضح محمد الغلوسي، نائب رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و المحامي بهيئة مراكش، أن أربعة محامين، على الأقل، مستعدون لمساندة التلميذ ياسين خلال المرحلة الاستئنافية. أسرة التلميذ، التي انتقلت من آيت أورير واستقرت بمراكش من أجل متابعة قضية ابنها، استقبلت، خلال نهاية الأسبوع الماضي، عددا من الفرق الإعلامية الإسبانية، التي وصلت إلى المدينة الحمراء من أجل تغطية هذه المحاكمة، وأنجزت ربورتاجات حول أسرة بلعسل. من بين تلك الوفود الإعلامية طاقم تابع للقناة الأولى الإسبانية، وآخر عن إذاعة «راديو دي كاتالانيا». هيئة الدفاع، التي تستعد لمساندة التلميذ المتهم بالإساءة إلى الملك، تنوي التركيز على البعد الإنساني في القضية، على اعتبار أن ما صدر عن ياسين مجرد سلوك طائش وغير مسؤول، مع العلم، أنه ظل بعيدا عن أي انتماء سياسي أو تنظيمي، إضافة إلى أن محاضر جلسات المحاكمة، في أطوارها الابتدائية، تحمل تصريحا للتلميذ، المتابع في القضية، قال فيه إنه لم يقصد مس ملك المغرب بأي إساءة، وهو ما ردت عليه المحكمة حينها بأنه محاولة للتملص من التهمة ولم تأخذه بعين الاعتبار. وفي معطيات جديدة حول ما حدث قبل اعتقال ياسين بلعسل، أفادت مصادرنا بأن أجهزة أمنية مختلفة تحركت عندما ظهرت عبارات من قبيل «يعيش آيت أورير- البارصا» فوق جدار أحد المحولات الكهربائية وإحدى الحافلات، مع توقيع بحروف لاتينية لكلمة «بوغا». وذلك تزامنا مع ظهور عبارات «جميعا ضد المدرسة» و»لتسقط الحكومة» وعبارات مسيئة لشخص الملك. لتبدأ الأجهزة الأمنية تحقيقاتها من خلال افتراض وجود خيط رابط بين العبارات الموقعة باسم «بوغا»، وتلك المسيئة إلى الملك. وقادتها تحقيقاتها إلى أن «بوغا» لقب أحد أصدقاء ياسين بآيت أورير، والذي سرعان ما توصلت السلطات إلى مكان وجوده، واتضح لها أن «بوغا» لقب مستعار من اسم أحد لاعبي كرة السلة التونسيين، والذي تبناه صديق ياسين، العضو في إحدى فرق موسيقى «الراب». خلال مسار التحقيق، تقول مصادرنا، دخلت أجهزة مختلفة على الخط، مما جعل مهمة طي الملف دون متابعة رغم تأكد غياب دوافع سياسية أو تنظيمية وراءه مستحيلة، «مخافة وصول تقارير مضادة من أجهزة أمنية أخرى،»يضيف مصدرنا. لتكتفي السلطات بالإسراع بإجراء المحاكمة مع واحد من المشتبه فيهم، والتكتم حول تفاصيله إلى أن تفجر قبل أيام. دخول نادي برشلونة الذي أثير اسمه في هذه القضية على الخط، من خلال تعهد رئيسه خوان لابورطا بالتدخل ومساندة ياسين؛ وتدشين حملة إعلامية دولية، وانخراط منظمات حقوقية في الملف، إضافة إلى اقتراب ذكرى المسيرة الخضراء باعتبارها مناسبة لإصدار العفو الملكي؛ كلها معطيات يراهن عليها مساندو التلميذ ياسين من أجل إرجاعه إلى قاعة الدرس، بعد أن تلقى درسا قاسيا وسط عشرات من سجناء الحق العام.