فكك الأمن الإسباني، نهاية الأسبوع المنصرم، عصابة إجرامية، معظم عناصرها مغاربة، متخصصة في سرقة السيارات الفاخرة وبيع أجزائها في المغرب. وأفادت الشرطة الإسبانية، في بيان لها ليلة أول أمس السبت، أن أفراد هذه العصابة كانوا ينفذون عمليات سرقة للسيارات الفاخرة في مناطق متفرقة من مدينتي أليكانتي ومورسيا في الجنوب الإسباني. وألقت عناصر الشرطة الإسبانية القبض على أزيد من تسعة أفراد ينتمون إلى هذه العصابة، وتوقعت أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حالات اعتقال جديدة في هذه القضية، وتوزعت عمليات الاعتقال بين عدد من المدن الأندلسية مثل مالقة ومورسيا وأليكانتي ومارابيا، علما أن أمر العصابة افتضح بعد أن ضبطت دورية أمنية عربة محملة بأجزاء السيارات الفاخرة وهي في طريقها إلى المغرب، وتبين لها بعد التدقيق في وثائق تلك الأجزاء أنها مزورة، قبل أن تفطن إلى أن العربة نفسها تحمل لوحة ترقيم مزورة وتنطلق بذلك عمليات الاعتقالات. وبينت التحريات الأولية أن العصابة كانت تعمد إلى تجميع السيارات المحجوزة في مرائب ستة مواقع في إقليم أليكانتي، بالإضافة إلى مرأب آخر في إحدى القرى الواقعة بين مدينتي أليكانتي ومورسيا. ويتم في هذه القرية تفكيك السيارات المسروقة إلى أجزاء قبل أن يتم شحنها على متن عربات إلى المغرب عبر ميناء الجزيرة الخضراء. وقالت الشرطة الإسبانية إن العصابة كانت تستعمل وثائق مزورة من أجل تمرير هذه الأجزاء عبر الميناء الإسباني سالف الذكر، وهي الوثائق ذاتها التي تدلي بها في الموانئ المغربية من أجل السماح لها بالولوج إلى المغرب. وكانت خطة العصابة تتلخص، حسب الأمن الإسباني، في تزوير فواتير الشراء والتظاهر بأن الأجزاء تعود لسيارات سياحية، قبل أن تستكمل تزوير جميع الوثائق الضرورية لترويج أجزاء السيارات في إسبانيا لتسهيل عملية نقلها إلى المغرب دون إثارة الشكوك حول مصدرها. وتم تقدير قيمة إجمالي أجزاء السيارات المحجوزة بنحو نصف مليون أورو، وهو ما يزيد عن 555 مليون سنتيم. وتتضمن هذه المحجوزات 18 هيكل سيارة فاخرة، إضافة إلى محركات قوية تحمل العلامات التجارية لعمالقة صناعة السيارات الألمانية، خصوصا شركات «ميرسيديس» و«بي. إم. دبليو» و«فولسفاغن». وحجز الأمن الإسباني في المكان ذاته أيضا 18 جهازا ممتصا للصدمات، إلى جانب 62 إطارا و32 لوحة ترقيم سيارات مزورة. وعثر في المرأب نفسه لحظة اقتحامه على ست سيارات فاخرة تحمل لوحات ترقيم مزورة كانت العصابة تستعد لتفكيكها إلى أجزاء.