داهم حوالي 200 من رجال القوات العمومية مدشر تاغونة، التابع لجماعة سبت تامورت القريبة من الشاون، بحثا عن فلاح يعرف ب«ولد.ر» يتهم بزراعة الكيف. ويأتي هذا «الإنزال» الكبير لقوات الأمن بعد أن تصدى سكان مدشر تاغونة، قبل حوالي 20 يوما، لمجموعة من رجال الدرك ومنعوهم من تفتيش منزل المبحوث عنه. وكانت حافلة كبيرة للدرك الملكي و30 سيارة، ذات دفع رباعي، تحمل على متنها حوالي 200 رجل أمن، تم استقدامهم من إقليميالحسيمة والشاون، ليداهموا مدشر تاغونة، في الصباح الباكر من يوم الأربعاء، وطوقوا منزل «ولد.ر»، غير أن الأخير لم يكن بالداخل، فيما ظلت طائرة هليكوبتر تحوم فوق المنزل وفي ضواحي المدشر، لضمان عدم فرار المبحوث عنه. وأكد البرلماني عن إقليم الشاون، جمال استيتو، ل«المساء» أن «ما جعل سكان المدشر يتصدون لرجال الأمن هو كثرة المداهمات التي أصبح أفراد من الدرك الملكي يقومون بها على فترات متقاربة للمنازل بناء على رسائل كيدية يبعث بها أناس انتقاما من آخرين هم على خصومة أو نزاع معهم، وأحيانا يكتبها أفراد من الدرك الملكي أنفسهم لكي يبتزوا عباد الله، وفي الأخير يخرج الدركيون بعشرات الملايين من مداهمتهم للمداشر»، ويستطرد استيتو قائلا: «الناس يتعاطون زراعة الكيف منذ قرون، وهم الآن يطالبون بتقنينها، لأن المستفيد الأكبر من سياسة اللامنع واللاتقنين هم الدرك والسلطات المحلية الذين يبتزون الناس ويضعونهم أمام خيار دفع رشاوى كبيرة أو الاعتقال». وسبق لسكان منطقة باب برد، في أبريل من سنة 2010، أن نظموا تظاهرات احتجاجية بعد أن قام خليفة قائد باب برد وبعض رجال القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي باقتحام منزل أحد المزارعين في مدشر بوروح.