لم يبت القضاء بعد في ملف مخبر سابق للشرطة، اكتسب تجربة كبرى من العمل في مطاردة اللصوص وجمع المعلومات عن تجار المخدرات وتقديمها إلى رجال الأمن، ليشرع في تنفيذ مداهمات والقيام بدوريات وهمية في عدد من المدن المغربية، بينها كتامة والناظور والبيضاء والرباط، وتستهدف كبار المطلوبين إلى العدالة. من بين العمليات التي نفذها المخبر السابق، والتي يتابع من أجلها أمام العدالة، قيادته لمجموعة من المخبرين والمحتالين إلى منطقة «زومي» ومداهمتهم فيلا بارون مخدرات كبير وابتزازه، بعد تهديده بالاعتقال مع التقديم. ووضع المخبر خطة لابتزاز بارون مخدرات كبير، وتظاهر رفقة «معاونيه» بأنهم ضباط من مصلحة الشرطة القضائية بمدينة سيدي قاسم، واحتجزوا البارون المبحوث عنه دوليا من أجل زراعة القنب الهندي وتصنيع الشيرا وتهريبها إلى الخارج داخل فيلته بمنطقة «زومي»، المعروفة بإنتاجها الوافر لمخدرات الكيف والحشيش، بعدما أشهروا في وجهه مسدسا مزيفا، وقيدوا يديه بأصفاد حقيقية. وكشفت الأبحاث أن أفراد الشبكة كانوا على تام بتحركات البارون المبحوث عنه، ويتوفرون على معلومات دقيقة عن أنشطته. وشرع الشرطيون المزيفون في مساومة بارون المخدرات، وتهديده بإشعار النيابة العامة، وتقديمه إليها في حالة اعتقال، وهي الخطة التي انطلت على المعني، الذي سلمهم مبلغا ماليا قدره خمس ملايين سنتيم، غير أنهم لم يكتفوا بذلك، وأجروا تفتيشا دقيقا لبيته، ليستولوا على كمية من المجوهرات والحلي كانت داخل غرفة نومه، وحوالي 40 كيلوغراما من المخدرات كانت مخبأة في مخزن سري بالفيلا. وبعدما بلغ خبر مداهمة رجال أمن لفيلا مبحوث عنه من أجل الاتجار في المخدرات وتهريبها إلى علم الدرك الملكي بالمنطقة، تولدت لديهم شكوك في حقيقة العملية، بالنظر إلى أنه كان من المفترض أن يكونوا على علم مسبق بها، لأن القانون ينص على ضرورة التنسيق بين الجهاز الأمني الزائر ونظيره الوصي على نفوذ المنطقة، كلما تعلق الأمر بتنفيذ أوامر بالاعتقال صادرة عن النيابة العامة أو قضاة التحقيق، أو إجراء تحريات في قضية ما، وهي العملية التي لم يكن لهم علم بها. ونصب رجال الدرك الملكي حاجزا تفتيشيا في الطريق المؤدية إلى «زومي»، والتي تعتبر الطريق الوحيدة بالمنطقة، ولا مسلك هناك غيرها. وأثناء ذلك، ظهر المتهمون، الذين كانوا على متن سيارة اكتروها من وكالة لكراء السيارات، قادمين في اتجاههم، لكن رجال الأمن المزيفين، بمجرد رؤيتهم عناصر الدرك الملكي في الحاجز التفتيشي، تخلوا عن السيارة، وأطلقوا أقدامهم للريح، قبل أن يلقى القبض عليهم تباعا. محمد البودالي (الرباط)