وجد ابراهيم لارغو، لاعب أولمبيك أسفي نفسه في قلب «العاصفة» بعد حركة غير محسوبة قام بها في حق الجمهور، في مباراة الفريق، أمام وداد فاس والتي برز فيها لارغو بإحرازه واحدا من الأهداف التي فاز بها فريقه ومنحته النقاط الثلاث للمباراة. حركة غير محسوبة جرت على لارغو غضب الجمهور، ودفعت فصيل»الشارك» المساند لأولمبيك أسفي إلى إصدار بلاغ احتجاجي، كما فرضت على المكتب المسير مساءلة اللاعب وعرضه على اللجنة التأديبية. لقد اعترف لارغو لمسؤولي أولمبيك أسفي، أنه كان واقعا تحت تأثير ضغط كبير، خصوصا أن اسمه كان في الواجهة طيلة الأسابيع الماضية، ثم قدم اعتذاره العلني لجمهور الفريق. لذلك، المفروض أن تنتهي القضية هنا، وأن يتم قبول اعتذار اللاعب، خصوصا أنه اعتذر بشكل علني، دون أن يتحول الأمر إلى مواجهة بين الجمهور ولاعب أخطأ في لحظة غير محسوبة. لارغو ليس أول ولن يكون آخر لاعب يخطئ في حق الجمهور، فعدد من اللاعبين وقعوا في «الفخ» وندموا على فعلتهم، ثم عفا عنهم الجمهور، قبل أن تتقوى علاقة اللاعب بجمهور فريقه، بل وأصبحوا يقدمون عطاء جيدا. الإيجابي في ما حدث، هو أن الجمهور احتج بطريقة حضارية، واللاعب اعتذر بشكل سريع دون تأخر أو مراوغة، والإيجابي كذلك هو أن يعرف كل طرف ما له وما عليه، فاللاعب يصنع الفرجة، ويأتي الجمهور إلى الملعب لتشجيعه ودعمه، وقد تصدر منه في لحظة انفعال كلمات غاضبة، احتجاجا على أداء هذا اللاعب أو ذاك، والمطلوب من اللاعب في تلك اللحظة الحاسمة أن يتعامل مع الموقف بهدوء، وأن يعرف أن «العاصفة» ستمر، وأنه ما أن يقوم بحركة جميلة أو يسجل هدفا حتى يدخل غضب الجمهور طي النسيان. أولمبيك أسفي مثلما هو اليوم محتاج إلى جمهوره الذي تعود مساندته دائما، فإنه في الوقت نفسه محتاج لخدمات لاعبه لارغو، وسيكون رائعا لو أن اللاعب قام في المباراة المقلبة بإهداء باقة من الورد للجمهور الأسفي، كعربون محبة واعتذار على ما قام به في مباراة أولمبيك أسفي، كما سيكون جيدا لو أن الجمهور قابل اللاعب بتصفيقات حارة، تؤكد أنه طوى الصفحة. كرة القدم ليست أهدافا تسجل فقط في المرمى، بل إنها أيضا أهداف قد تسجل في مرمى التسامح بين مختلف أطراف اللعبة.