خاضت الشغيلة الصحية، أول أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية داخل فضاء المستشفى الإقليميببرشيد دعت إليها النقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوية تحت الفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والنقابة المستقلة للأطباء بالإقليم، للتنديد بالوضع المزري الذي بات يعيشه المستشفى الإقليمي، وبما أسماه المحتجون «الفوضى والتسيب» وسوء التسيير الإداري وعشوائيته والتدبير غير المعقلن للموارد البشرية والمادية واللوجستيكية، وغياب التنسيق بين مصالح الإدارة المحلية للمستشفى وبين مصالح المندوبية الإقليمية وباقي المصالح الاستشفائية، وهو ما اعتبروه مضرا بمصالح الموظفين والمواطنين حسب بيان صادر عن النقابات الثلاث. وطالبت الشغيلة المحتجة بإيفاد لجنة مركزية لتقصي الحقائق في مجموعة من الخروقات والتجاوزات التي يعرفها المستشفى المذكور. وردد المحتجون شعارات طالبوا من خلالها برحيل مديرة المستشفى لعدم قدرتها، حسب تعبيرهم، على تدبير الأزمات وحل المشاكل العالقة «سوا اليوم سوا غدا والرحيل ولا بد» «الصحة حرة حرة والمديرة تطلع برا»، وتساءلت الشغيلة المحتجة عن سبب حرمانها من الحق في التعويضات عن الحراسة والمسؤولية والإلزامية «علاش جينا واحتجينا التعويضات اللي بغينا». وأفاد أحمد الابراقي، الكاتب العام للنقابة المستقلة للأطباء بإقليمبرشيد، بأن الوقفة جاءت «للمطالبة بتسيير مسؤول وواقعي للمستشفى الإقليميببرشيد، وتأتي كذلك بفعل إهمال جميع المهام والحكرة والشطط في استعمال السلطة وعدم تفعيل جميع الهيئات المنصوص عليها في إطار القانون الداخلي للمستشفيات والصفقات والتدبير المفوض التي تتم في ظروف غامضة، مما جعل حالة الاحتقان الاجتماعي تصل إلى مداها بالمستشفى الإقليمي، ونتمنى أن تتدخل الوزارة لإعادة الأمور إلى نصابها». وفي سياق متصل، أكد حسن الرامي، نائب الكاتب المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل النقابة الوطنية للصحة العمومية، أن الوقفة تأتي «بعد الفوضى والتسيير غير المعقلن بالمستشفى الاقليمي ببرشيد الذي لا يتوفر على كامل التجهيزات والاختصاصات، نحن نطالب برحيل المديرة.. لأنها لم تستطع أن تقوم بتسيير إيجابي لهذه المؤسسة الصحية.. ونحمل جميع المسؤولين المتدخلين في القطاع المسؤولية عن التهميش الذي يعرفه القطاع الصحي بإقليمبرشيد، فلا يعقل أن المستشفى الإقليمي يغطي ساكنة إقليم بأكمله ولا يتوفر سوى على 45 سريرا..». ومن جهته، أكد عبد الواحد البيدوري، الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن الوقفة تأتي «للتنديد بتعسفات المديرة، لقد راسلنا الإدارة المركزية والوزارة حول الخروقات التي يعرفها المستشفى والتسيب الإداري والمالي.. لقد طالبنا الوزارة بإيفاد لجنة للتحقيق في الخروقات المالية، هناك ممرضات متمرنات منذ خمس سنوات يؤدين الواجبات المستحقة عليهم، وهي الواجبات المالية التي لا نعرف مصيرها ومن يستفيد منها، لأنها لا تدخل الرصيد المالي للمستشفى، ونطالب برحيل المديرة وبإيفاد لجنة تفتيش، ونحن مستعدون للإدلاء بالحقائق وبالشهادات ومستعدون كذلك للتحقيق معنا إذا اقتضى الأمر». وحاولت «المساء» الاتصال بمديرة المستشفى لاستفسارها حول الموضوع لكن هاتفها ظل يرن دون أن تجيب، وفي اتصال هاتفي بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليمبرشيد قال ل«المساء»: «نحن كمسؤولين إقليميين جلسنا مع النقابات المحتجة، الجمعة الماضي، باعتبارها شركاء لنا في القطاع، وحاولنا أن نثنيها عن خوض الوقفة الاحتجاجية لكنها أصرت على ذلك، وتم استدعاؤنا بعد هذه الوقفة من طرف السلطات الإقليمية رفقة النقابات المحتجة لفتح حوار الهدف منه محاولة حل المشاكل التي تعاني منها الشغيلة الصحية، ووعد عامل الإقليم المحتجين بفتح حوار مع مديرة المستشفى حينما تعود من عطلتها وحل المشاكل العالقة، ونحن من موقعنا كمسؤولين إقليميين نؤمن بالحوار مع جميع الشركاء لحل المشاكل المتعلقة بالقطاع».