يخوض عمال أكبر وحدة صناعية للحديد بمدينة القنيطرة، منذ أول أمس، معركة الأمعاء الخاوية دفاعا عن مطالبهم، وتنديدا بممارسات إدارة الشركة التي تعتمد أسلوب الترهيب والحرمان من بعض الامتيازات المادية وفبركة الملفات التأديبية لضرب العمل النقابي داخل هذه المؤسسة، حسب تعبيرهم. وقالت مصادر نقابية إن أحد المضربين نقل على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الجهوي، بعد تدهور حالته الصحية. وعاد المستخدمون، المنضوون تحت لواء الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مجددا إلى الاحتجاج، للرد على ما أسموه تماديا من طرف الشركة المشغلة في نهج سياسة الطرد والتوقيف، وفضح سوء نية مسؤولي الإدارة الذين سلكوا أسلوب المناورة، محاولين استغلال عامل الزمن لشراء الذمم، وفشلهم في كسر شوكة ووحدة العمال النقابيين. وكشف العمال الغاضبون، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أنهم قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، بعدما لم تفض اللقاءات الماراطونية، التي عقدتها المكاتب النقابية في إطار اللجنة الإقليمية واللجنة الوطنية للبت والمصالحة، إلى أي نتائج إيجابية لصالح العمال، رغم الجهود التي بذلت من قبل الاتحاد المحلي والسلطات ومندوبية التشغيل منذ ما يزيد عن السنة. وأعلن البيان نفسه أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالقنيطرة تبنت، جملة وتفصيلا، البرنامج النضالي الذي أقره العمال في جمعهم، الذي عقدوه السبت الماضي، والقاضي بسلك كل السبل المشروعة حتى إرجاع المطرود والموقوف، وإعادة تكييف العقود وفق مضمون مدونة الشغل، ووقف محاربة العمل النقابي بوحدات الشركة، وتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعنوية لكافة العمال. وحمل المضربون الجهات المسؤولة نتائج ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الحالية، ودعوا جميع الكونفدراليات والكونفدراليين إلى التعبئة القصوى لمساندة عمال الشركة المذكورة. وأفاد البيان ذاته أن المجلس الكونفدرالي سيعقد اجتماعا طارئا، هذا اليوم، لدراسة سبل التضامن مع المستخدمين الغاضبين، والتنسيق معهم لإنجاح كافة الأشكال النضالية التي قرروا تنظميها لرفع الظلم و»الحكرة» عنهم.