والحقيقة أن طعامنا اليومي أصبح يفتقر أكثر فأكثر إليها بسبب أن أغلب ما نأكله هو عبارة عن مواد غذائية مكررة أو تمت إزالة تصنيعها أو إزالة أحد مكوناتها، وأبرز مثال شائع على هذا هو القمح الذي يفضل الناس تناوله بدون نخالته إلى درجة أن إزالتها عنه أصبحت تلقائية، رغم ما تحتويه من فيتامينات ومعادن ضرورية. وعملية التكرير هذه تنقص كثيرا من القيمة الغذائية للأغذية وتحد من فعاليتها في الجسم، وبسبب عملية التكرير هذه، التي هي في الحقيقة تفقد الأغذية مكوناتها، أصبح الإنسان يلجأ إلى تناول المكملات الغذائية التي تظل فعاليتها محدودة مقارنة مع كل ما هو طبيعي. أما شركات الأغذية، فقد أصبحت تعيد إغناءها صناعيا بالفيتامينات والمعادن بعد عملية التكرير لتعويض ما تمت إزالته عنها، وشخصيا لا أجد هذا الحل فعالا، لأن أفضل السبل نحو الحصول على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم هو أن يحصل عليها من مصادرها الطبيعية، عن طريق تناول أطعمة شديدة التنوع من الأغذية الطبيعية، الخضراوات، الفاكهة، والحبوب الكاملة يوميا، شرط أن تكون هذه الخضراوات والفواكه طازجة، لأنها كلما قلت طراوتها، كلما قلت كمية الفيتامينات بها، وبالتالي قلت فائدتها. أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية [email protected]