نعى مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الناقد والباحث اللغوي الدكتور عبد الواحد خيري، الذي يعد واحدا من أعضائه البارزين. وكان خير٬ قد فارق الحياة إثر حادثة سير قاتلة أخذت معها ابنه الذي كان رفقته٬ في الطريق الرابط بين تيط مليل والدارالبيضاء. وقد وصف مختبر السرديات عبد الواحد خيري بأنه «المثقف والباحث الذي يعطي ولا يأخذ»، مضيفا أن الفقيد يعد «من خيرة الأساتذة الباحثين والمؤطرين٬ عالما في تخصصه٬ مؤلفا ومترجما وناقدا ومربيا٬ منفتحا على كل تخصصات العلوم اللغوية والإنسانية٬ مما مكنه من المساهمة في بناء مركز الدكتوراة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء وأصبح مديرا لها. وكان المرحوم بخبرة وحنكة يشرف على منشورات المختبرات ويقدم الدعم الدائم لكل الباحثين من خلال موقعه، وباعتباره باحثا ومثقفا له رؤية استراتيجية في تطوير البحث العلمي والثقافي». وقد كان الراحل إحدى دعامات مختبر السرديات ووحدة الدكتوراة ومرجعا للاستشارة والتوجيه. كما كان له دور بارز وفاعل في الانفتاح على المراكز الهامشية لنشر ثقافة حقيقية، سواء من خلال عمله في جمعيات المجتمع المدني أو تأطيره ندوات ولقاءات في محيط الدارالبيضاء٬ فضلا عن مساهماته العلمية والتأطيرية بالمركزين الجامعيين لكل من مدينتي سطات وخريبكة، وإشرافه على ملتقى إبداعات إقليم مديونة في دوراته الخمس٬ وسهره على المنشورات الصادرة عن جمعية وفاق للتنمية الاجتماعية والثقافية. وللفقيد عدة مؤلفات، من أهمها كتاب «السمات في التحليل اللغوي»، بالاشتراك مع عبد المجيد جحفة وعبد القادر كنكاي. كما قام بترجمة وتحقيق كتاب «البنيات التركيبية والبنيات الدلالية: علاقة الشكل بالمعنى في اللغة» لجوست زفارت.