وجه محمد العطواني برلماني مدينة المحمدية سؤالا شفويا لنوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة، حول تنامي ظاهرة الشغب، ودعا الوزيرة إلى الكشف عن خطتها الرامية إلى الحد من الظاهرة، وتحويل الملاعب الرياضية إلى فضاءات لتعايش كائنات متنافرة. لم يكن ممثل فضالة في مجلس النواب يعلم أنه يمارس من حيث لا يدري شغبا سياسيا، وأنه أشبه بلاعب يسجل ضد مرماه مادامت الوزيرة تحمل نفس لون قميصه الحزبي، ولم يكن النائب يعلم بحكاية النشيد الذي أعدته الوزيرة واعتبرته وصفة لعلاج ورم الشغب في ملاعب فقدت حرمتها. حين كان النائب البرلماني يصوب سؤاله نحو مرمى المتوكل، كانت وزارة الداخلية تدرس الشكوى التي تلقتها من مصالحها والتي تدين النائب بالشغب الانتخابي. قالت الوزيرة إنها مع موقف اللجنة التأديبية في تصديها للشغب ومعاقبة اللاعب عادل حليوات بالإعدام الرياضي، وأن التوقيف مدى الحياة «قليلة في حقو»، وكأن المتوكل توصلت بتقرير من مختبر معترف به يؤكد وجود «الماء القاطع» في عينة بصاق اللاعب. خلال نفس جلسة الأسئلة الشفوية طرح النائب نور الدين الأزرق سؤالا «بيريمي» حول تردي الوضع الرياضي في المغرب، فأحالته نوال على المناظرة الوطنية ودعته لسحب دعوة للتعرف عن «البئر وغطاه»، علما أن الرجل ينتمي للجهاز القائم على الكرة المغربية، ويعلم أكثر من غيره أن السؤال الحقيقي هو سؤال الديمقراطية داخل الهياكل الرياضية. يعلم العيطوني والأزرق وغيرهما من حاملي الأسئلة الشفوية أن الوزيرة لا تملك الجواب، وأنها تكتفي بأضعف الإيمان لتغيير المنكر الرياضي، رغم ذلك يصرون على ممارسة الشغب السياسي، انسجاما مع العملة السائدة في غرفتي مجلس النواب «أنا أسأل إذن أنا موجود». كان أحمد العموري العضو الجامعي يلتقط أنفاسه وهو يتأبط سؤاله الشفوي، فقد وصل الرجل إلى البرلمان في الوقت بدل الضائع، بحكم انشغاله بمهمة داخل جامعة الكرة، ورغم ذلك داهم المجلس بسؤال حول وضعية المناطق الصناعية، اعتقد الكثير من النواب أن المقصود من السؤال الملاعب الاصطناعية، لكن العموري فضل تغيير موجة النقاش بعد أن شعر بالتخمة الرياضية. سأل نائب ينتمي لحزب السيارة وزير الشباب قبل عامين عن مصير أموال الرهان الرياضي، وحين كان عائدا إلى بيته استوقف سيارته أمام دكان بيع السجائر لاقتناء بطاقة رهان، كان النائب يحاول إخفاء ملامحه أمام البائع خوفا من اكتشاف أمره، لكنه لا يعلم أن جلسات الأسئلة الشفوية أشبه بمباريات «الوي كلو» لا يشاهدها أحد. لا أحد يجرؤ على طرح الأسئلة الحقيقية التي تشغل بال الرأي العام، لكن لا بأس من أن نعرض على ممثلي الأمة جزءا من استفسارات الشارع الرياضي من أجل نقلها على الهواء مباشرة لمعالي الوزيرة: ما مصير الوعد بالحوافز المالية والوظائف الحكومية الذي شنف أسماع الأبطال الأسوياء والمعاقين قبل السفر إلى أولمبياد بكين؟ ما هي الإجراءات التي يمكن للوزيرة اتخاذها لمكافحة الريع الرياضي قبل الشغب الرياضي؟ هل تملك الوزيرة فعلا صلاحية حل الجامعات التي تواصل الدوس على القوانين؟ إلى متى تظل اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية أشد بأسا من الوزارة؟ متى تفعل الوزارة مذكرة الموظفين الأشباح؟ أسئلة عديدة يبتلعها ممثلو الأمة مع ريق الصباح خوفا من مساءلة المساء، لكن أم المفارقات تكمن في الأسئلة التي توجه للوزيرة بعد انتهاء لعبة الأسئلة الشفوية، ففي ممرات مجلس النواب يستوقف الكثير من النواب وزيرة الرياضة من أجل تذكيرها بأسئلة خاصة جدا، تتعلق بمصير ملف تشغيل قريب أو نقل مناضل حزبي أو إعفاء فاعل جمعوي للضرورة الحزبية، أو إلحاق مدرب رياضي بفيلته، أو تسوية وضعية مجمدة لزوجة مسؤول تفضل أن يكون انتماؤها لوزارة الشباب والرياضة، فرصة لاستعادة شبابها بممارسة رياضة للرشاقة، مع ركض خفيف مرة كل شهر نحو الحوالة البنكية.