منذ أن تعرض مدرب الوداد بادو الزاكي لمحاولة اعتداء من طرف أحد محبي الوداد البيضاوي، بادرت إدارة النادي إلى مضاعفة الإجراءات الأمنية بمركب محمد بن جلون تحسبا لأي طارئ، واستنفرت شركة الحراسة الخصوصية كل طاقاتها البشرية واللوجيستيكية من أجل تأمين كل المعابر المؤدية للملعب، كما تم إبعاد الجماهير التي تصر على الحضور إلى الجانب الآخر للطريق الفاصل بين مركب الوداد ومركب التنس التابع لنادي الراسينغ البيضاوي، فيما تم تجديد كاميرات الحراسة الثمانية التي تم جلبها من ألمانيا وهي تتوفر على جودة عالية وقدرة على تكبير الصور الملتقطة ليلا ونهارا، وتملك الكاميرات قدرة على حفظ المعطيات لمدة لا تزيد عن ستة أشهر. ويتوفر ملعب الوداد على حراسة يومية من خلال استنفار ثلاثة أفراد يتوفرون على تكوين في رياضات فنون الحرب، وكلاب مدربة بلجيكية الأصول بكمامات ووثائق تبيح استعمالها يتم الاستعانة بها بالخصوص ليلا، وأعطيت لطاقم الحراسة صلاحية إنجاز التقارير وإحالتها على الشرطة مع وضع نسخة من التقارير رهن إشارة النادي قصد الاطلاع. وقال عبد الكريم كارة المدير لشركة الحراسة الخاصة المتعاقد معها من طرف الوداد وهو مدرب وطني سابق، في تصريح ل»المساء» إن التدابير المتخذة تسعى إلى تأمين سلامة اللاعبين والمؤطرين والإداريين، وأن الإمكانيات البشرية وحدها لا تكفي، وأضاف بأن الجمهور مطالب بتفهم الوضع ومساعدة فريقه بالاكتفاء بحضور المباريات لأن الحصص التدريبية فرصة للمدرب للعمل الهادئ بعيدا عن ضغط المدرجات. وفي الضفة الأخرى وضع نادي الرجاء البيضاوي منذ ستة أشهر جهازا للمراقبة البصرية، من خلال زرع سبع كاميرات في مختلف أركان مركب الوازيس، تقوم شركة خاصة بتدبير معطياتها التي يحتفظ بها عمليا طيلة ستة أشهر، مع مداومة على امتداد 24 ساعة، ويلجأ مسؤولو الرجاء بين الفينة والأخرى لطلب التعزيزات الأمنية العمومية والخصوصية، سيما في الفترات العصيبة التي يجتازها النادي. وعلى الرغم من محاولة الاعتداء التي تعرض لها محمد مديح المدير التقني للرجاء في بداية الأسبوع الجاري، من طرف أفراد من عائلة أحد اللاعبين الشبان، فإن الترتيبات المتخذة ظلت تسير بوتيرة عادية. وقال أحد أفراد شركة الحراسة إن السبب في إثارة الفتن يعود لغياب الوعي لدى فئة من المحبين التي تحاول أن تقحم نفسها في قضايا تتجاوزها من قبيل وضع لاعب على كرسي الاحتياط أو تغيير مركزه، بينما قال أحد المؤطرين إن بعض المدربين يطعمون الفتنة بتحريض الجمهور على زملائهم ضدا على أخلاقيات المهنة. وعلى الرغم من الترتيبات الاستثنائية إلا أن العديد من المحبين يواصلون توافدهم بشكل يومي على ملعبي الوداد والرجاء، وقال أحد أفراد الحراسة الخاصة إن الصعوبة تكمن في عدم القدرة على الفصل بين آباء أطفال المدرسة الذين يحضرون للملعب، وبين المشجعين الذين يرابطون أمام بوابة الملعب من الصباح إلى المساء.