بعد فيلم «هي» لحسن دحاني، الذي قص شريط مسابقة الفيلم الروائي القصير في مهرجان السينما المتوسطية بتطوان، تم أول أمس الخميس عرض 5 أفلام قصيرة أخرى، أبرزها فيلم «التوظيف» لمخرجه عبد السلام كلاعي. ويحكي هذا الفيلم، الذي كتب له السيناريو كل من الأستاذ الجامعي عبد القادر الدباغ والمخرج عبد السلام الكلاعي، عن الدوافع الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بالعديد من الشباب اليائس للسقوط في شرك العداء الإديولوجي-العقدي العنيف تجاه المجتمع برمته. الموضوع الذي يتناوله الفيلم قد يكون غير مسبوق في السينما المغربية، إذ أنه يتطرق إلى عمليات الحرق الذاتي المتكررة لشباب هم في ريعان العمر، وكذا القوى الدافعة والجاذبة للارتماء في كنف التطرف والعنف. ويسلط الفيلم القصير الضوء على حياة شاب، جسد شخصيته الممثل أمين الناجي، يحصل على «ماستر» في الأدب الإنجليزي، ليدخل في معركة البحث عن وظيفة، وبعد أن أغلقت الأبواب في وجهه، أصبح يبحث عن أي وظيفة كيفما كانت لتلبية حاجيات أسرته الفقيرة. ومع مرور الوقت وتقلص فرص الشغل، يجد «البطل» نفسه يرتمي في أحضان التطرف. وإلى جانب هذا الفيلم، أعجب الحضور بالفيلم التونسي «الطياب»، لمخرجه أنور لحوار، الذي كان حاضرا بالمناسبة وتوجه بكلمة إلى الحضور. ويتناول الفيلم التونسي القصير القصير، قصة «طياب» أو «كسال»، كما يصطلح عليه بالدارجة المغربية، قضى حياته في العمل في حمام شعبي، قبل أن يكلف ذات يوم بمهمة صعبة التنفيذ: غسل جثة شيخ متوفي. يقبل بطل الفيلم بالمهمة، ويعيش بعدها حالة من التخبط والضياع بسبب عدم قدرته على النوم بعد المهمة التي قام بها، كما أن مرتادي الحمام الشعبي، أصبحوا يتحاشونه بعد علمهم بقيامه بغسل جثة الجار المتوفى. ومن الأفلام التي أثارت الانتباه خلال نفس الأمسية، الفيلم الروماني الألماني «أبي لطاك» لآنكا لازاريسكو، الذي يحكي قصة صديقين يحاولان العبور بطريقة غير شرعية إلى يوغوسلافيا عام 1986، والوسيلة الوحيدة بالنسبة إليهما لم تكن سوى العبور عبر النهر رفقة الزوجة الحامل لأحدهما. وبالإضافة إلى الأفلام الثلاثة المذكورة، تابع الجمهور فيلمين إسبانيين، أحدهما مترجم إلى الإنجليزية والآخر غير مترجم. ويذكر أن يوم الأربعاء شهد عرض 5 أفلام قصيرة، متقاربة المستوى، أبرزها الفيلم الأرميني «البيانو» والفيلم الإسباني «إل تشولا»، والفيلم اليوناني «أبي، لينين وفريدي»، إضافة إلى الفيلم المغربي «هي»، الذي لعبت فيه دور البطولة الممثلة نفيسة بنشهيدة. ويحكي فيلم حسن دحاني قصة فنان تشكيلي مرهف الإحساس، يفقد فجأة مصدر إلهامه بعد أن هجرته زوجته، غير أنه يرفض الاستسلام للأمر الواقع، ويتحدى الحقيقة بمحاولة إيجاد ملهمة جديدة. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، المخرج المغربي نور الدين الخماري، وتضم اللجنة أيضا الممثلة الإسبانية مارتا بيلاوستيغي والمغربية سهام أسيف، التي عوضت في آخر لحظة المخرج الجزائري إلياس سالم.