كشفت معطيات رسمية أن غابة «التلال الشمالية»، الموجودة بمدخل مدينة الصويرة في اتجاه الطريق الوطنية نحو مراكش وآسفي، قد جرى تفويتها إلى شركة فرنسية، في ظروف وصفتها مصادرنا ب«الملتبسة، وبدون علم الحكومة بكل تفاصيلها»، مشيرة إلى أن التفويت استند إلى ظهير معدل بقانون لا يجيز الاحتلال المؤقت للملك الغابوي من أجل إنشاء مشاريع تجارية، وهو ما تنوي الشركة الفرنسية القيام به، عبر إنشاء سوق ممتاز على مساحة تمتد على 4 هكتارات من المجال الغابوي بمدينة الصويرة. وأوردت وثائق رسمية تتعلق بقرار التفويت عبر الاحتلال المؤقت لغابة «التلال الشمالية» بمدينة الصويرة، أن المسطرة التي جرى اعتمادها على مستوى إدارة المياه والغابات تستند إلى ظهير 1976 المعدل بقانون 30 دجنبر 2008 المتعلق ب»مساهمة الساكنة في التنمية الاقتصادية للغابة»، وهو «القانون الذي ينظم علاقة المواطنين وباقي المتدخلين بالمجال الغابوي ولا يسمح الاستناد عليه بتفويت مساحات كبرى من الغابة لإقامة مشاريع تجارية من قبل الشركات الأجنبية والخواص»، بحسب تعليق مصدر مطلع، لغياب شرط المنفعة العامة. وتفيد معطيات ذات صلة بهذا التفويت أن الاحتلال المؤقت لغابة «التلال الشمالية» في الصويرة، التابعة لإدارة المياه والغابات، تم لمدة تمتد إلى 3 سنوات ابتداء من فاتح يناير 2012 مقابل تعويض رمزي حدد في 9767 درهما للسنة مقابل 4 هكتارات من المجال الغابوي، مع احتساب 15 درهما للمتر المربع على مستوى البنايات التي سيتم تشييدها من أجل إقامة سوق ممتاز تابع لشركة فرنسية ستقيم بداخله جناحا خاصا لبيع الخمور. من جهته، قام نبيل خروبي، عامل إقليمالصويرة، بتدشين مشروع السوق الممتاز التابع للشركة الفرنسية التي ستقيمه على غابة «التلال الشمالية»، في وقت تكلفت مندوبية المياه والغابات بالصويرة بتوقيع قرار الاحتلال المؤقت للغابة مع الشركة الفرنسية بالاستناد إلى ظهير 1976 المعدل بقانون 30 دجنبر 2008، كما تم الترخيص لمقاولة خاصة باستخراج كميات ضخمة من الرمال من أجل تهيئة أرض المشروع، وتم عقب ذلك اجتثاث مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابوي. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن الترخيص باستخراج الرمال واجتثاث الغطاء النباتي والغابوي قد تم على مستوى عمالة الصويرة عبر قسم الشؤون القروية، وأوضحت المصادر ذاتها أن المقاولة التي كلفت بذلك صرحت لدى خزينة البلدية بأنها استخرجت 8450 مترا مكعبا فقط من الرمال وأدت مقابلها رسوما جبائية في حدود 42 ألف درهم، في حين تفيد معطيات ميدانية أخرى أن ما تم استخراجه من الرمال يفوق بكثير ما تم التصريح به، وقالت مصادر حضرت عمليات استخراج الرمال أن ما استخرج على مساحة 4 هكتارات يصل إلى قرابة 140 ألف متر مكعب. وقالت فعاليات مدنية من الصويرة، في اتصال لها ب»المساء»، أن المدينة تعيش على وقع أزمة وندرة في الأراضي، وأن هناك خصاصا كبيرا في ما يخص إنشاء بنيات تحتية كمستشفى إقليمي وملعب لكرة القدم ومسرح ومركبات ثقافية ومجمعات سكنية، وأن هذه المشاريع الاجتماعية تجد صعوبة في التنفيذ بسبب قلة الوعاء العقاري، في مقابل ذلك يسمح لشركة فرنسية ستجني أرباحا طائلة بأن تحتل غابة بأكملها من أجل إنشاء سوق ممتاز بثمن رمزي لا يتعدى 9767 درهما في السنة. من جهته، أكد عماد الدين عبد الباسط، مدير إدارة المياه والغابات في الصويرة، خلال اتصال ل»المساء» به، صحة خبر الاحتلال المؤقت لغابة «التلال الشمالية»، مشيرا إلى أن القرار الموقع بين إدارة المياه والغابات والشركة الفرنسية يلزم الأخيرة بتبادل عقاري على مستوى توفير قطعة أرضية تساوي قيمة أرض «التلال الشمالية» تلتزم الشركة الفرنسية بوضعها رهن إشارة المياه والغابات في أي منطقة من التراب الوطني خلال الثلاث سنوات القادمة، وفي رده على سؤال حول قانونية الاحتلال المؤقت قال المتحدث نفسه إنه احترم جميع المساطر المعمول بها، على حد قوله.