كشف عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية الذين غادروا مؤخرا السجن بعفو ملكي، السبت المنصرم، أنه تعرض إلى محاولة اغتيال غامضة نجا منها بأعجوبة من موت محقق. وجاء في تفاصيل هذه القضية أن الحدوشي كان في طريقه إلى طنجة على متن سيارة رفقة صديق له، قبل يفاجآ بقدوم سيارة في اتجاههما في محاولة لدهسهما «لكن لحسن الحظ، يقول الحدوشي ل«المساء»، تفادت سيارتنا الاصطدام بأعجوبة مع سيارة المهاجمين قبل أن يلوذوا بالفرار، وحاولنا اللحاق بهم دون أن نتمكن من ذلك»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه اعتبر هذا الذي تزامن مع صلاة المغرب مجرد حادث عرضي ولم يعره أي اهتمام ولم يأخذه بجدية «لكن، يضيف الحدوشي، في اليوم الموالي، أي يوم الأحد، فوجئ صديقي بمحاولة أخرى لدهسه من طرف نفس سيارة يوم السبت، حيث كانوا يعتقدون أنني برفقته». وحول الجهة التي يمكن أن تكون وراء هذا الحادث، قال الحدوشي ل«المساء» «لا يمكنني أن أتهم أي جهة، غير أنني لا أفهم كيف أنني منذ أن غادرت السجن وأنا أخضع للمراقبة من طرف ثلاث سيارات أمام منزلي»، مشددا على القول: «إذا كنت شخصا غير مرغوب فيه فلماذا أطلقوا سراحي». وأضاف الحدوشي أن صديقه اتصل به وقال له «إن ما حدث لنا يوم أمس لم يكن حادثا عاديا فالأمر مدبر» ولما استفسره الحدوشي عن الأمر قال له إن «نفس سيارة كان يقودها نفس الشخص لكنه كان هذه المرة وحده حاولت مجددا الاصطدام به لكنه تجنبها مرة أخرى. ولما اعترض صديقي طريق السيارة المشبوهة أغلق سائقها الأبواب على نفسه من الداخل، وبدأ يتصل هاتفيا، قبل أن يستغل انشغال صديقي بسيارته ليلوذ بالفرار». وبخصوص ما إذا كان قد تم تسجيل لوحة أرقام السيارة التي طاردتهما، أجاب الحدوشي بأن صديقه لم يتمكن من تسجيل لوحة أرٍقامها لأنه كان مرعبا». وأشار الحدوشي إلى أنه اتصل مساء يوم الاثنين الماضي بالشيخ الكتاني ليطلعه على ما أسماها محاولات اغتياله، حيث استغرب الشيخ الكتاني الأمر. وحول ما إذا كان قد اتصل بوزير العدل والحريات ليطلعه على محاولات اغتياله، على حد قوله، قال الحدوشي إنه لم يجرى أي اتصال به، كما أنه رفض وضع أي شكاية لدى وكيل الملك أو السلطات الأمنية لأنهم، حسب قوله، لا يبدون أي جدية في التعامل مع مثل هذه الشكايات. وتابع الحدوشي قائلا «أريد فقط أن أكشف للناس أن الشعارات المرفوعة هي مجرد شعارات جوفاء، كما أوجه رسالة إلى السيد الرميد وإلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بخصوص ما يحدث وهذا الترهيب والترغيب الذي أعيشه». وقال الحدوشي إن «السلطات رفضت منحه جواز السفر إلى حد الآن «رغم أن بعض الإخوة دفعوا طلبا للحصول على جواز السفر وحصلوا عليه، وبعضهم دفع بعد تقديمي لطلبي وحصلوا عليه كذلك إلا أنا. فقد توجهت إلى المقاطعة ومنها إلى الولاية حيث بدؤوا يتقاذفونني من مكتب لآخر إلى أن أكدت لي إحدى الموظفات أن جوازي كان موجودا قبل أن يختفي»، يوضح الشيخ الحدوشي، مؤكدا أن كلا من الشيخ الكتاني والشيخ أبي حفص حصلوا على جوازيهما، بل منهم من حصل عليه في فترة تقل عن أربعة أيام إلا هو. «في الحقيقة إذا كنت شخصا غير مرغوب فيه فلماذا أطلقوا سراحي؟ هم يقولون إننا نرفض الاعتراف بالوثائق المغربية بينما أنا نفسي دفعت طلبا للحصول عليها، لم أعد أفهم هذه الأساليب القديمة، والتي بلغت الآن درجة الاغتيالات، لم أعد أفهم شيئا»، يقول الشيخ الحدوشي.