نفت الحكومة الإسبانية أنباء تحدثت مؤخرا عن دخولها في مفاوضات مع نظيرتها المغربية من أجل التوصل إلى اتفاق بخصوص عمليات التنقيب عن النفط في المياه الأطلسية وتحديد كيفية اقتسام بترول هذه المنطقة، في حالة ما إذا تمكنت فرق التنقيب من اكتشافه في المنطقة بكميات وفيرة. ووجدت حكومة ماريانو راخوي نفسها في موقع حرج في اليومين الماضيين واضطررت إلى إصدار بيان خاص لنفي عزمها الدخول في حوار مع المغرب من أجل التوصل إلى اتفاق مُشترَك بين البلدين بخصوص عملية التنقيب عن النفط في المياه الأطلسية القريبة من جزر الخالدات. وتعيش إسبانيا على وقع جدل واسع بخصوص هذه القضية، بعد أن نقلت عن عبد القادر عمارة، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، تصريحات أكد فيها أن عمليات التنقيب عن النفط في المياه الأطلسية الفاصلة بين جزر الخالدات والسواحل المغربية لن تُحَلّ إلا عبر بلورة اتفاقيات ثنائية بين مدريدوالرباط. وقالت الحكومة الإسبانية إن «إسبانيا لا تريد الدخول في حوار بخصوص هذه القضية، وليس المغرب، لأنها تعلم أنها «لن تربح الكثير في حالة أقدمت على التفاوض مع المغرب حول التنقيب عن النفط وتدارس آليات اقتسام البترولية المفترَض وجودها في المياه الأطلسية الفاصلة بين السواحل المغربية وجزر الخالدات». وبالموازاة مع هذا الجدل، شن باولينو ريفيرو، رئيس الحكومة المحلية لجزر الخالدت، هجوما قويا على حكومة ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، وعاتب سلطات مدريد قائلا: «لقد أخطأت الحكومة الإسبانية حين حاولت فرض الترخيص لشركات التنقيب عن النفط بمزاولة أنشطتها في سواحل الأرخبيل». أكثر من ذلك، هددت الحكومة المحلية في هذه الجزر برفع هذه القضية إلى المحكمة العليا للبت فيها وطالبت بالسحب الفوري للرخصة الممنوحة لشركة «ريبسول». وكان عبد القادر عمارة قد طالب سلطات مدريد بمزيد من الوقت من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية وشدد على أن حلها لن يكون إلا عبر اتفاقيات مُشترَكة بين الرباطومدريد تحدد واجبات وحقوق كل طرف. وفي الوقت يطالب معارضو التفاوض مع المغرب بخصوص عمليات التنقيب عن النفط وطرق توزيع الثروات البترولية المُحتمَل وجودها في المياه الأطلسية الفاصلة بين جزر الخالدات والسواحل الأطلسية المغربية، مقابل مطالب الحكومة الإسبانية بتقسيم هذه المياه مناصفة، على غرار المعمول به في مضيق جبل طارق، يشدد المغرب، على لسان عمارة، على ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار دون أن يحدد جدولة زمنية معينة لذلك. وتراهن إسبانيا على احتمالات وجود البترول في هذه المنطقة من المحيط الأطلسي من أجل تقليص فاتورتها الطاقية، علما أن إجمالي استهلاك إسبانيا من البترول يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا.