خاض الأطباء والممرضون والطاقم الإداري لجهة طنجة تطوان، صباح أمس، وقفة احتجاجية ضد تردّي الوضع الأمني داخل المؤسسات الصحية وتجاهل المصالح الأمنية توفيرالأمن لهم، بعدما أصبحوا يتعرضون بشكل شبه يومي لاعتداءات مسلحة وأخرى تهدد سلامتهم الجسدية من طرف بعض زوار المستشفيات، من أبرزها المستشفى الإقليمي سانية الرمل في تطوان وومشفى محمد السادس في مدينة المضيق. وندّد الأطباء المحتجون بحوادث الاعتداءات التي أصبحت تهدد سلامتهم الجسدية، بعضها بأسلحة بيضاء، حيث عرف المستشفى، يوم الأحد ما قبل الأخير، إشهار احد الشبان سيفا في وجه طبيب وممرض، ما أدى بهؤلاء إلى الفرار عبر القفز من النافذة، حيث اصبب ممرض برضوض والتواءات في رجله، لكنْ رغم ذلك، يقول هؤلاء، فإن المصالح الأمنية أطلقت سراح الشاب رغم اعتقاله والاستماع إليه في محضر رسمي، وهو ما يطرح، حسبهم، عدة تساؤلات حول ذلك. وحدث نفس الأمر مع الدكتور كتيف، الذي تعرض لاعتداء جسدي من طرف عدة أشخاص أثناء مزاولته مهنته. وعرفت الوقفة الاحتجاجية داخل مستشفى سانية الرمل في تطوان حضورا قويا للأطباء الغاضبين والمستنكرين ما وصفوه ب»الحياد السلبي» للأمن، وعدم إيلاء الأمر ما يتطلّبه من أهمية قصوى، مثلما طالبوا بإقامة مركز أمني داخل المستشفى، تفاديا لوقوع مثل هذه الاعتداءات، التي وصفوها ب»الخطيرة»، وحماية للأطر الطبية التي تؤدي رسالتها الطبية النبيلة. وسبق للطاقم الطبي في قسم المستعجلات في مستشفى محمد السادس في مدينة المضيق أن تعرض، في منتصف شهر نونبر الماضي، لاعتداء جسدي من طرف عائلة أحد المرضى، أسفر عن إصابة أحد الممرضين، يسمى محمد البالي، كما تعرضت طبيبة وممرضات أخريات للتهديد، فيما تم إلحاق إضرار بباب مصلحة المستعجلات. وعاينت «المساء» حينها حالة الهلع والخوف في صفوف الطاقم الطبي، فيما حل بالمكان المدير الإقليمي للأمن الوطني، مرفوقا بعناصر أمنية، بعدما قرر الممرضون والطبيبة خوض مسيرة احتجاجية ليلا، إلى غاية مفوضية الأمن، احتجاجا على ما يلحقهم من تهديدات واعتداءات تمس حياتهم الشخصية أثناء أدائهم واجبهم المهني. وصرح هؤلاء للجريدة بأنهم تفاجؤوا بعائلة أحد المرضى وهم يعتدون عليهم، حيث انفردوا بالممرض المذكور وانهالوا عليه بالضرب، قبل أن يلوذ الجميع بالفرار بمن فيهم المريض البالغ من العمر 52 سنة. وعبّر الطاقم الطبي عن استيائه من الانفلات الأمني، الذي يطالهم داخل مؤسسة صحية، حيث كان ذلك الاعتداء هو الثالث من نوعه في ظرف سنة، مطالبين بتوفير الأمن لهم.