أسفر إضراب خاضه أرباب شاحنات النقل، أول أمس في إقليمسيدي سليمان، عن شل الحركة في أكبر وحدة صناعية لتكرير قصب السكر في جهة الغرب الشراردة بني احسن لمدة تزيد على الساعة، احتجاجا على ما اعتبروه «حيفا وإقصاء يُمارَس ضدهم لحرمانهم من العمل». وقد لجأ السائقون الغاضبون، المنضوون تحت لواء الجامعة الوطنية للنقل ب»سوراك»، التابعة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل، إلى الاعتصام أمام معمل تكرير قصب السكر «سوراك» في منطقة «القصيبية»، حيث أغلقت العشرات من الشاحنات المدخل الرئيسي للمصنع، لحث مسؤوليه على فتح باب الحوار والتفاوض بشأن الملف المطلبي للمضربين. وعرف مكان الاحتجاج إنزالا أمنيا مكثفا، بعدما استدعت السلطات الإقليمية في سيدي سليمان عناصر الدرك الملكي، تحسبا لأي مواجهات بين المعتصمين وعمال الشركة، المحسوبين على مركزية نقابية أخرى، خاصة بعدما أصرّ المحتجون على مواصلة الاعتصام إلى حين تسوية المشاكل العالقة. وهدّد بنعيسى بوعسرية، الكاتب العام للنقابة الداعية إلى هذا الإضراب، بخوض أشكال نضالية غير مسبوقة في حالة استمرار الجهات المعنية في إقصاء كل من ينتمي إلى نقابته من العمل خدمة لأجندات سياسية وإرضاء لجهات لها حسابات انتخابية معروفة في المنطقة. وكشف المتحدث أن المطالب المشروعة للسائقين المضربين تهدف إلى إقرار مبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز والشفافية في توزيع العمل. وأضاف أن «الاحتجاجات ستتواصل لمحاربة الفساد والمفسدين وكل من يستغلون أصحاب الشاحنات لأهداف مشبوهة». وأوضح بلاغ صادر عن الجامعة الوطنية للنقل في «سوراك»، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن النقابة قررت تنظيم سلسلة من الحركات الاحتجاجية التصعيدية تحت شعار «رفضنا المطلق للحيف والإقصاء المُمارَس على أرباب الشاحنات لنقل قصب السكر ورد الاعتبار للقطاع»، للتنديد بالمضايقات والأساليب التي تنهجها بعض الجهات لقطع أرزاق المهنيين بسبب طغيان الحسابات الضيّقة.