أمر الوكيل العام بالرباط، أول أمس الأحد، بإبقاء خمسة أمنيين ينتمون إلى الأمن الإقليمي بالصخيرات -تمارة، رهن الحراسة النظرية، بينما أفرجت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عن حوالي 13 عنصرا أمنيا من رتب مختلفة، تم إيقافهم نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أقر بارون مخدرات كبير بالمدينة بعلاقاته مع رجال الأمن الموقوفين، وبتوفره على «جيش» من ذوي السوابق القضائية يوفرون له الحماية. وحسب ما علمته «المساء» من مصدرها، واجهت الفرقة الوطنية العناصر الأمنية الموقوفة بتصريحات بارون المخدرات «ولد هيبول» الذي تم اعتقاله نهاية الأسبوع الماضي، بواسطة مروحيات تابعة للدرك الملكي بغابة «كابان» ضواحي المدينة، مباشرة بعدما تجمهر العشرات من المواطنين قصد تنظيم وقفة احتجاجية ضد تقصير المصالح الأمنية في اعتقال تاجر المخدرات، الذي كان يستعرض عضلاته أمامهم، حيث تدخل يونس بلقاسمي، عامل عمالة الصخيرات تمارة، ووعدهم بتحريك المتابعة القضائية بعد وضع الشكايات لدى وكيل الملك بتمارة. وأضاف مصدر مقرب من أحد الأمنيين المفرج عنهم أن التحريات الأولية كشفت عدم وجود علاقات بين رجال الأمن المفرج عنهم والبارون الموقوف، وينتظر أن تكون الفرقة الوطنية أحالت ملف الأمنيين على الوكيل العام للملك بالرباط، صباح أمس الاثنين، بتهم تتعلق بالارتشاء. وكان البارون أمر حوالي 30 عنصرا من ذوي السوابق القضائية بالنزول إلى مدينة تمارة مدججين بالأسلحة البيضاء واضعين على وجوههم أقنعة، بعدما علم بوضع الشكايات ضده، حيث هاجموا منازل عدد من المشتكين، مما أحدث استنفارا أمنيا غير مسبوق بمدينة تمارة، يضيف مصدر «المساء»، وانتقل عدد من المسؤولين الأمنيين إلى المدينة للاطلاع على الوضع. وبعد تطور الأحداث توجهت عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من الدارالبيضاء إلى مدينة تمارة، حيث ساعدت في اعتقال البارون و«لد هيبول»، الذي لاذ بالفرار في اتجاه غابة بضواحي المدينة، وأثناء إيقافه بواسطة مروحيات تابعة للدرك الملكي، ونقله إلى الدارالبيضاء لاستنطاقه في التهم الموجهة إليه، أقر بارون المخدرات بعلاقته بعدد من عناصر فرقة محاربة المخدرات والشرطة القضائية وعناصر دائرة أمنية بالمدينة، حيث سارعت الفرقة الوطنية إلى توقيف العناصر الأمنية التي ذكرها البارون في التحقيق. وكشف المصدر ذاته، أن الفرقة الوطنية عثرت على بعض الأرقام الهاتفية لرجال الأمن في مفكرة هاتف و»لد هيبول»، واقتادت الفرقة الوطنية العناصر الأمنية، نهاية الأسبوع الماضي، إلى مقرها في الدارالبيضاء. وشملت الاعتقالات جميع عناصر فرقة محاربة المخدرات بالأمن الإقليمي بتمارة، كما اعتقلت الفرقة الوطنية عناصر تابعة للشرطة القضائية ورئيس دائرة أمنية برتبة عميد ومعاونيه من ضباط ومفتشين.