كشف لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، عن أولى إجراءاته لإصلاح الجامعة المغربية و«استنجد» بكفاءات مغاربة العالم للمساهمة في تنزيل هذه الإجراءات الإصلاحية وتحسين المنتوج الجامعي المغربي. وأكد الداودي، الذي كان يتحدث في لقاء نظمه مجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج أول أمس السبت في الرباط، أن «وزاته تسعى إلى استضافة جامعات دولية في المغرب، مع افتتاح مدرسة «بوليتكنيك» قريبا». وبالموازاة مع ذلك، سيتم اتخاذ إجراءات لترسيخ ثقافة جديدة في تدبير شؤون التعليم العالي، تقوم على أساس المحاسبة وتثمين الموارد. ووصف الداودي واقع التعليم العالي في المغرب ب«الحرج»، وقال إن «الجامعة في المغرب تفتقر إلى الكفاءات، كما أن هناك أيضا نقصا حاد في البحث العلمي، ونحن نستهلك أكثر مما ننتج». ووصف وزير التعليم العالي واقع الجامعة المغربية بالمنغلق. وقال في اللقاء سالف الذكر: «نحن منفتحون اقتصاديا ومنغلقون تعليميا.. نحن ننفتح دون أن نكون مستعدين لذلك، لقد وقعنا اتفاقيات للتبادل الحر مع أوربا دون أن نكون مسعدين لذلك، فما الذي سنصدّره إلى أوربا؟ كم من البرتقال سنشحنه إلى أوربا من أجل الحصول على حاسوب وحيد»؟.. وشدد على ضرورة الرقي بالمنتوج الجامعي المغربي ليكون في مستوى مواكبة هذا الانفتاح. وفي هذا السياق، أعلن وزير التعليم العالي عن قرب افتتاح جامعة ألمانية فرعا لها في المغرب، وكشف عن وجود مفاوضات مع دول، مثل كوريا الجنوبية، من أجل استضافة جامعات رائدة منها، ولاسيما في التخصصات عالية الدقة، وعبّر عن طموحه في افتتاح جامعة مغربية إيبيرية في أقرب وقت ممكن. غير أن الدوادي استنجد بكفاءات المهاجرين المغاربة بالخارج من أجل المساعدة في استقدام هذه الجامعات، وقال مخاطبا المشاركين في اللقاء المذكور: «ساعدونا على استقدام هذه الجامعات إلى المغرب لنتدارك، في عقد واحد، ما ضاع منها في العقود الماضية». وفي الإطار ذاته، جدد وزير التعليم العالي عزمه على تدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل الرقي بمستوى التعليم العالي في المغرب، لكنه أكد أن العامل المالي لن يكون الحاسم في ولوج المدارس التي سيتم إحداثها بموجب هذه الشراكة. ومن جهة أخرى، أعلن لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، عزمه على استرجاع جميع الشقق التابعة لوزارته في العاصمة الرباط، من أجل وضعها رهن إشارة الباحثين، في إطار مساعيه الرامية إلى تشجيع البحث العلمي. وبالموازاة مع العمل على توفير السكن للباحثين، لاسيما العائدين من الخارج، ستلجأ وزارة التعليم العالي إلى مضاعفة التعويضات اليومية للباحثين من أجل تحفيزهم على مضاعفة مجهوداتهم البحثية. وعلاقة ببنايات الوزارة، شدد لحسن الداودي، على أن جميع البنايات الجديدة التي ستشيدها وزارته، بما في ذلك المؤسسات الجامعية، ستُنجَز وفق معايير هندسية تُمكّنها من الاقتصاد في استعمال الطاقة، مع تجهيزها بمولدات للطاقة الشمسية. وبخصوص المنح الجامعية، قال الداودي إن استفادة الطلب الميسورين من هذه المنح وحرمان الطلبة الفقراء منها «أمر يجب أن يتوقف»، وتعهد بتفعيل الشفافية ومحاربة الرشوة في مجال توزيع منح الطلبة. وتأسف وزير التعليم العالي، أيضا، لضعف عدد المغاربة الممنوحين في الخارج، حيث لا يتجاوز عددهم 4 آلاف طالب، وفق الداودي، وتساءل عن الأسباب التي تجعلهم يغيبون عن جامعات الدول الصاعدة اقتصاديا، مثل الهند، التي يوجد فيها 3 طلبة مغاربة ممنوحون فقط، في الوقت الذي لا يوجد طالب مغربي واحد ممنوح في البرازيل، مثلا. ومن جهته، أكد عبد اللطيف معزوز، الوزير المكلف بالجالية المغربية في الخارج، أن المؤشرات التعليمية لدى مغاربة العالم أفضل بكثير من نظيرتها لدى مواطنيهم القاطنين في المغرب. واستدل على ذلك بارتفاع نسبة المهاجرين المغاربة الحاصلين على شهادات عليا، حيث إن 17 في المائة منهم حاصلون على شهادات عليا من جامعات دول الإقامة، في الوقت الذي لا يتوفر سوى 10 في المائة من المغاربة على شهادة الباكلوريا. وللاستفادة من هذه الكفاءات، دعا معزوز إلى إطلاق سياسة حقيقية للهجرة وتعريف الجالية المغربية في الخارج بأهمية المخططات القطاعية التي أطلقها المغرب من أجل تدعيم نموه الاقتصادي.