أكد وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، لحسن الداودي، الجمعة 27 يناير الجاري بفاس، أن النهوض بالبحث العلمي في الجامعات المغربية يأتي في صدارة أولويات الوزارة. وقال الداودي، الذي عقد لقاء مع مسؤولي المؤسسات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إنه "في ظل ظرفية تتسم بوتيرة متسارعة للتغيير، يتعين على جميع مكونات الجامعة الوقوف صفا واحدا للنهوض بالتأطير والبحث العلمي". وبالنسبة للداودي، فإنه "من غير المفهوم أن يستفيد 4000 طالب مغربي فقط من منح أجنبية"، مشيرا إلى أن الوزارة تعتزم الانفتاح على جامعات الدول الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية وتمكين الطلبة المغاربة من الحصول على منح دراسية جديدة لتنضاف إلى المنح التي توفرها ميزانية الدولة. وأضاف أن الجامعة ستدشن، بتنسيق مع كل مكوناتها، مرحلة جديدة تتميز بالبحث وملاءمة التكوينات لسوق الشغل وإشراك المقاولات وتحسين ظروف عمل الأساتذة الباحثين، فضلا عن إعادة تأهيل الإدارة الجامعية. وأشار وزير التعليم العالي إلى أنه سيتم، بالموازاة مع ذلك، استكشاف سبل جديدة لتعزيز وتجميع مختبرات البحث حتى يتسنى لها مواجهة المنافسة وإعطاء الأولوية للجامعة في إعداد الدراسات. ولإنجاز مختلف هذه الأوراش، أكد الداودي أن الجامعة مدعوة لتنويع مصادر تمويلها وأن لا تكتفي فقط بالميزانية الخاصة الممنوحة لها. وأشار إلى أن الوزارة ستعمل، بتشاور مع جميع مكونات الجامعة، على تقييم المخطط الاستعجالي في قطاع التعليم للوقوف عند نقاط الضعف التي شابته وتعزيز الأوراش الجاري تنفيذها. وفي معرض حديثه عن الأحداث الطلابية الأخيرة التي أثرت على السير العادي للدراسة وتنظيم الامتحانات ببعض الكليات كفاس وتازة، أكد وزير التعليم العالي أن "الوزارة لن تسمح باستخدام العنف داخل الجامعة التي هي أولا وقبل كل شيء مكان للحوار والبحث"، موضحا أن "للجامعات الحق في إدارة شؤونها الداخلية باستقلالية تامة". يذكر أن عدد طلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله، التي تأسست سنة 1975، يبلغ 80 ألف طالب. كما تتوفر الجامعة على 196 شعبة وستة مراكز للدكتوراه، فضلا عن 81 مختبرا للبحث موزعة على أربع فضاءات جامعية هي (ظهر المهراز وسايس وتازة وتاونات).