عاد الاحتقان، من جديد، ليرخي بظلاله على القطاع الصحي، بعدما قرر الموظفون الدخول في سلسلة من الإضرابات بداية من الأربعاء المقبل. فقد قررت النقابات الأربع الأكثر تمثيلية، المنضوية في إطار الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين والاتحاد الوطني للشغل، خوض إضراب وطني لمدة 24 ساعة في كل المؤسسات الصحية الاستشفائية والوقائية والإدارية والمركزية على الصعيد الوطني، باستثناء المستعجلات وأقسام الإنعاش، تضامنا مع موظفي الصحة، الذين صدرت في حقهم أحكام قضائية اعتُبِرت، في نظرهم، «مجحفة». وقد أوضحت النقابات، في بلاغ مشترك توصلت «المساء» بنسخة منه، أنها لاحظت مؤخرا تزايدا في عدد الأحكام والمتابَعات الصادرة في حق العديد من موظفي القطاع، خاصة في إقليموجدة وأسفي والراشيدية وبني ملال وأصيلا والدارالبيضاء، حيث حمّلت مسؤولية ما يحدث لغياب تام لإدارة أو مديرية خاصة بالمنازعات والقوانين تعمل على التدخل لمؤازرة الموظفين المتابعين، وكأنهم كانوا يزاولون مهامهم في الشارع العام وليس داخل مؤسسة صحية تابعة للدولة، يضيف البلاغ. واستنكرت النقابات هذه الأحكام والمتبعات الصادرة في حق الموظفين، الذين تقول إنهم يشتغلون في ظروف غير لائقة، تتمثل في قلة الموارد البشرية وضعف الإمكانيات والتجهيزات الضرورية، مشدّدة على ضرورة التطبيق الصريح لمقتضيات القانون الأساسي للوظيفة العمومية و الإسراع بتغييره، لأنه على حد تعبيرها، أَضحى «متجاوَزاً». ومن مظاهر هذا الاحتقان، كذلك، اعتزام المكاتب المحلية للمراكز الاستشفائية الجامعية في «ابن رشد» في الدارالبيضاء و»محمد السادس» في مراكش، التابعين للفدرالية الديمقراطية للشغل، الدخول في سلسلة إضرابات، بداية من مارس حتى شهر أبريل، احتجاجا على ما أسماه الموظفون سياسة «التماطل» التي تنهجها إدارات هذه المراكز. وعدّد الموظفون المشاكل التي يعانون منها في النقص الحاد في العنصر البشري، خاصة فئة الممرضين والتقنيين والأعوان و»محنتهمط مع صندوق النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد. وطالب مهنيو القطاع الصحي بتطبيق وتحيين بنود القانون الداخلي للمراكز الاستشفائية واعتماد مبدأ الشفافية وإشراك مهنيي الصحة في اتخاذ القرار عبر تمثيلهم في المجالس الإدارية ومجالس التدبير. وفي هذا السياق، قرر المكتب المحلي للمركز الاستشفائي الجامعي «ابن رشد» في الدارالبيضاء، المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، عقد اجتماع تواصلي يوم غد الثلاثاء لمناقشة ظروف العمل الصعبة وما وصفه ب»عدم تقدير المجهودات المبذولة من طرف العاملين، بكل فئاتهم».