كشف مصدر مطلع أن عبد الله السنوسي، مدير المخابرات الليبية السابق في نظام القذافي، دخل المغرب على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية كانت قادمة من مطار «أورلي» في باريس على الرحلة رقم AT 771 التي أقلعت في حدود الخامسة والنصف من مساء الخميس الماضي لتصل إلى مطار محمد الخامس في حدود الثامنة و20 دقيقة. وأضاف مصدرنا أن الطائرة توقفت بمطار محمد الخامس حوالي ساعة من أجل التزود بالوقود والتنظيف، قبل أن تقلع في اتجاه العاصمة الموريتانية نواكشوط في حدود الساعة التاسعة و25 دقيقة، ووصلت مطار نواكشوط في حدود منتصف الليل و15 دقيقة. وذكر مصدرنا أن السنوسي، الذي يوصف ب«الصندوق الأسود» لكونه يتوفر على العديد من الملفات والأسرار، جلس في مقهى غير بعيد عن محطة الإركاب بالمطار وتناول قهوته ولم يظهر عليه أي مؤشر على الخوف أو الارتباك، كما قام بالإجراءات الإدارية المطلوبة بالمطار قبل أن يواصل رحلته إلى موريتانيا. وتحاشى المصدر ذاته ذكر أي معطيات حول عدم توقيف السلطات الأمنية الفرنسية أو المغربية السنوسي على أراضيهما، فيما لم يستبعد مصدر مطلع أن تكون مخابرات البلدين على علم بهويته الحقيقية واستعماله لجواز سفر مزور. ومن جانبه، كشف مصدر ليبي مطلع أن إلقاء القبض على مدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي بالعاصمة الموريتانية تم من خلال عملية أمنية مُحكمة، شاركت فيها كل من فرنسا والمغرب وليبيا وموريتانيا. وأوضح مصدرنا أن الثوار الطوارق قدموا معطيات حول جواز السفر المالي الذي كان يتنقل بواسطته رئيس مخابرات القذافي. وشدد المصدر ذاته على أن اعتقال السنوسي تم من خلال عملية أمنية منسقة بين الأجهزة الأمنية والمخابراتية للدول المذكورة التي نسقت عملياتها من أجل توقيف السنوسي، المتهم بارتكاب جرائم في عهد القدافي ضمنها تصفية معارضين والمشاركة في مذبحة سجن أبو سليم. ويذكر أن مجموعة من القياديين في عهد القذافي لجؤوا إلى المغرب بعد الثورة وتهاوي النظام السابق، وخاصة اللواء التهامي خالد، رئيس جهاز الأمن الداخلي في عهد معمر القذافي وأحد رجاله وأذرعه الأمنية، إضافة إلى أبناء رئيس الحرس الخاص للقذافي عز الزين الهنشيري الذي وجد نهاية شهر أكتوبر الماضي مقتولا في المنطقة الثانية بمدينة سرت، وعمار ألطيف، أمين الهيئة العامة للسياحة وعضو اللجان الثورية، وعمران بوكراع الورفلي، أمين الشؤون العربية باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، وعلي عبد الصمد، منسق رابطة مواليد الفاتح، وعبد الحميد السايح، عضو اللجان الثورية، وعميد علي الكيلاني، الرئيس السابق للهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى وأحد أبرز رجال القذافي، والفريق مسعود عبد الحفيظ، والآمر السابق بمنطقة جنوب ليبيا.