اعتقال «الصندوق الأسود» للقذافي قادما من الدار اليبضاء اعتقل ليلة الجمعة السبت قائد الاستخبارات الليبية السابق العقيد عبد الله السنوسي، «الصندوق الأسود» للقذافي، وأحد أركان نظامه السابق، والملاحق من المحكمة الجنائية الدولية، في مطار العاصمة الموريتانية نواكشوط، قادما من الدارالبيضاء. وكشف مصدر أمني موريتاني أن السنوسي كان في رحلة على متن طائرة تابعة ل»لارام»، بين الدارالبيضاءونواكشوط، ويحمل جواز سفر مالي مزور. إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي نبأ اعتقال السلطات الموريتانية رئيس جهاز الاستخبارات في النظام السابق، عبد الله السنوسي، مساء الجمعة الماضية في مطار العاصمة الموريتانية نواكشوط. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الحريزي قوله «لقد تأكدنا من الحكومة الموريتانية ممثلة في وزارة الخارجية نبأ اعتقال السنوسي في مطار نواكشوط٬ والمطلوب دوليا لارتكابه مجازر بشعة وجرائم قتل خلال ثورة 17 فبراير». وأوضح الحريزي أنه سيتم لاحقا تقديم كافة المعلومات حول عملية اعتقال السنوسي «بعد استيضاح تفاصليها من الحكومة الموريتانية». وفي سياق ذلك، نوه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي٬ أول أمس السبت٬ باعتقال قائد الاستخبارات الليبي السابق العقيد عبد الله السنوسي٬ مؤكدا أن فرنسا ستطلب تسلمه لأنه أدين غيابيا بالسجن مدى الحياة سنة 1999 لدوره في اعتداء على طائرة فرنسية سنة 1989. وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية بأن «رئيس الجمهورية يشيد باعتقال السلطات الموريتانية لعبد الله السنوسي قائد أجهزة الاستخبارات الليبية في نظام العقيد القذافي». وأوضح أن «هذا الاعتقال٬ وهو نتيجة جهود مشتركة فرنسية موريتانية٬ تم إطلاع السلطات الليبية عليها٬ سيسمح خلال الساعات المقبلة لفرنسا برفع طلب اعتقال بهدف تسلمه من القضاء الموريتاني». وفي تطور لاحق، قال مندوب ليبيا لدى المحكمة الجنائية الدولية أحمد الجهاني، «إن المحكمة تلقت إبلاغاً من السلطات الموريتانية يفيد أنه تم اعتقال السنوسي في مطار العاصمة الموريتانية». وكشف أن «وفداً ليبياً رفيع المستوى بصدد المغادرة إلى العاصمة الموريتانية خلال الساعات ال24 المقبلة لإجراء مباحثات مع السلطات الموريتانية حول استلام السنوسي وإجراء محاكمة له في ليبيا». وتعتزم فرنسا التقدم بطلب لتسلم السنوسي من موريتانيا، إذ سبق أن حكمت عليه باريس بالسجن مدى الحياة غيابياً، لدوره في هجوم عام 1989 على طائرة، أسفر عن مقتل 170 شخصا، بينهم 54 فرنسياً. ورغم أن الحكومة الموريتانية ملزمة قانونياً بتسليم مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي للعدالة الدولية، فإن الحقوقيين يؤكدون أن لدى نواكشوط ما يبرر استبقاء السنوسي لديها لبعض الوقت للتحقيق معه بشأن ملفات وقضايا هامة تمس سيادة موريتانيا وأمنها، تتعلق بملف تفجير طائرة رئيس الوزراء الموريتاني السابق، أحمد ولد بوسيف، عام 1979 عندما كان على خلاف مع القذافي، ودائما ما يتهم أقارب وحلفاء الراحل أحمد ولد بوسيف، القذافي باغتياله.