أدى قرار عاملي صادر عن عامل عمالة ورزازات الجديد، والذي يقضي بمنع الطاكسيات الكبيرة من العمل داخل المدار الحضري، إلى استياء عارم وسط السائقين، الذين هدد بعضهم بالعودة إلى الاحتجاج دفاعا عن لقمة عيشهم، بعد أن أغرقت المدينة بالمأذونيات، ما تسبب في تقليص فرص العمللديهم. وأكدت مصادر نقابية من السائقين أن قرار المنع المذكور تسبب في حالة من الغضب وسط المهنيين، خاصة أن القرار واكبه إنزال أمني مكثف (حوالي 400 فرد من فرقة التدخل السريع) منعا لأي مواجهات مُحتمَلة بين سائقي الطاكسيات الكبيرة والصغيرة، والتي كانت قد استمرت لأزيد من شهرين، بعد أن قرر سائقو الطاكسيات الكبيرة العمل «عنوة» بنقل الزبناء من وسط المدينة إلى بعض الأحياء الهامشية المجاورة للمدينة، بسبب ندرة فرص الشغل في ظل ما وصفوه ب»إغراق» المدينة بالمأدونيات، حيث تم آنذاك الترخيص لهم مؤقتا من قبل جهات مسؤولة بالعمل على مستوى بعض الأحياء، مثل «تاماسينت، إسفوتالين والحي المحمدي وأيت كطيف.. لامتصاص غضب المهنيين ووقف المواجهات التي كان فتيلها قد اشتعل بين الطرفين، حيث عقدت العديد من الاجتماعات الماراثونية مع الكاتب العام للعمالة، غير أنها كانت بدون فائدة تذكر، حسب المصادر ذاتها، إلى أن انتقل والي جهة سوس ماسة درعة إلى المنطقة، حيث اطّلع على الوضع «المزري» في المنطقة بسبب تعرض العديد من سيارات الأجرة آنذاك للتهشيم، إضافة إلى الكم الهائل من رخص النقل (لكريمات) التي نزلت بغزارة على ورزازات، وهنا أعطى الوالي الترخيص لسائقي الطاكسيات الكبيرة في شوارع المدينة والأحياء المذكورة إلى حين إصدار قرار ولائي وإيجاد حل توافقي يرضي الطرفين، في أجَل شهر كامل، غير أن كل البشائر التي كان قد استبشرها المهنيون بعد وعود والي جهة سوس ماسة درعة «تبخرت» مع قدوم عامل ورزازات الجديد، بعد أن تم نزع جميع العلامات التي تؤشر على محطات للتوقف الخاصة بسيارات الأجرة الكبيرة، بل إن الأمر صار أكثر تعقيدا من هذا، بعد أن تم إلى حد الآن، حسب المصادر المهنية النقابية نفسها، حجز ست سيارات أجرة كبيرة في المحجز البلدي من الحجم الكبير، «ضُبِطت» وهي تبادر إلى نقل أو إنزال أحد الركاب في حي آيت كطيف، الشيء الذي أثار غضب السائقين واعتبروه أمرا «غير منصف» لهم، في الوقت الذي كانوا ينتظرون أن يتم الانتهاء إلى حلول مرضية للجميع، علما أنهم ملتزمون بعدم نقل الركاب وسط المدينة بل من وإلى الأحياء الهامشية فقط إلى وسط المدينة. وأكد المصدر ذاته أنه في ظل الوضع الراهن لمهنيي نقل سيارات الأجرة الكبيرة يبقى الوضع مفتوحا على كل الاحتمالات، ما لم تتدخل الجهات المسؤولة محليا ووطنيا لإيجاد حلول مرضية لهؤلاء المهنيين، الذين أصبحوا -وأسرهم- مهددين في لقمة عيشهم اليومية، في ظل المنافسة «الشرسة» بسبب رخص النقل التي «أغرقت» بها المدينة، مطالبين بحلول عاجلة وجذرية لامتصاص غضب السائقين.