توجهت، صباح أمس الثلاثاء، أزيد من مائة سيارة أجرة من الحجم الكبير بشكل «عشوائي» نحو العديد من الأحياء والمناطق الهامشية المجاورة لمدينة ورزازات، التي اقترح أصحابها على السلطات المسؤولة العمل بها بسبب الأزمة التي يعانيها المهنيون، والتي فرضها الفائض المسجل في عدد المأذونيات بالمدينة، على الرغم من أن السلطات لم توافق على هذا الاقتراح وطالبت المهنيي ن بمنحها مهلة في انتظار إجراء حوار مع مهنيي النقل بسيارات الأجرة الصغيرة قبل منحها الموافقة النهائية. وتأتي هذه الخطوة بعد طول انتظار سائقي سيارات الأجرة من الحجم الكبير بمدينة ورزازات، ومواصلة إضرابهم عن العمل منذ الجمعة الماضي احتجاجا على ما أسماه بعض المهنيين «التراجع الخطير» لمدخولهم بعد أن تم إغراق المدينة بالمأذونيات مما تسبب للسائقين في أزمة مدخول حقيقية انعكست سلبا على مستواهم المعيشي وعلى استقرارهم الاجتماعي، مثلما تسبب الإضراب في أزمة نقل مازال سكان المدينة يدفعون ضريبتها إلى حدود كتابة هذه الأسطر، خاصة منهم الذين تحتم عليهم وظائفهم التنقل بشكل يومي إلى خارج المدينة، بالإضافة إلى المرضى الذين ينتقلون أسبوعيا أو شهريا إلى مدينة مراكش. ووصف بعض المهنيين تعامل السلطات المسؤولة بالمدينة مع هذا الملف بأنه «غير جدي» رغم أن مشاكل المهنيين طفت على السطح وهي تهدد باستقرار مئات السائقين وأسرهم، حيث إن أغلب الحوارات، التي أجراها ممثلو المهنيين مع العديد من الجهات المسؤولة، والتي كان آخرها اللقاء الذي أجري بالعمالة مساء أول أمس الاثنين، تنتهي جميعها إلى الباب المسدود بعلة أنه لا يمكن أن تعطي هذه الجهات رخصة النقل للطاكسيات الكبيرة إلا إذا تم فتح حوار مماثل مع ممثلي سائقي طاكسيات الأجرة الصغيرة، وهو ما اعتبره المهنيون غير منصف، خاصة أن النقل الذي ستؤمنه الطاكسيات الكبيرة سيكون من وسط المدينة إلى خارجها في اتجاه بعض الأحياء المجاورة والهامشية بالمدينة التي يعاني سكانها من مشكل حقيقي للنقل، يؤكد المهنيون أنفسهم ل«المساء». وأضاف المهنيون أن سكان هذه الأحياء يعجزون عن أداء تكلفة سيارة الأجرة الصغيرة في حين أن الإضافة التي سيقدمها مهنيو النقل في الطاكسيات الكبيرة هو أن الثمن لن يتجاوز بالنسبة إلى هذه الأحياء 3 دراهم، وهو في حد ذاته، تضيف المصادر نفسها، ليس تضييقا على سيارات الأجرة الصغيرة التي ستظل تعمل بشكل عادي بوسط المدينة، بقدر ما هو ضمان نسبي لاستقرار أوضاع سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بسبب ما يعانونه من ركود على طول السنة، باستثناء بعض المناسبات كالأعياد الدينية. وطالب المهنيون بتدخل الجهات المسؤولة وتبني ملف المهنيين بشكل إيجابي وبناء من أجل حماية الكسب المشروع للسائقين واتخاذ الإجراءات القانونية لحماية قوتهم اليومي.