دافع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي، بقوة عن مشروع القطار السريع «تي جي في»، قائلا إنه «ليس مجرد مشروع للربط السككي، بل هو مشروع تنموي سيستفيد منه المغرب». وهو ما اعتبره المراقبون ردا على الانتقادات التي وجهت إلى المشروع من قبل العديد من جمعيات المجتمع المدني، بل حتى بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. وأكد جوبي، خلال زيارته للمغرب، أن فرنسا تدعم مقترح الحكم الذاتي لأنه واقعي وسيساهم في حل النزاع في الصحراء ويمهد لتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية التي تشهد تحولا نوعيا. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، في ندوة صحافية نظمها رفقة سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، أمس بالرباط، أن المغرب نموذج رائد يحتذى به في المنطقة، لأنه عاش الربيع العربي بطريقته الخاصة وأجرى انتخابات نزيهة، وهو يعيش التحديث والعصرنة في كل شيء. وبخصوص موضوع محاربة الهجرة السرية، قال ألان جوبي: «إن المغرب وفرنسا ضد الهجرة السرية، وهما مع الهجرة القانونية، لأن المغرب أصبح الآن دولة استقبال للمهاجرين وليس بلد عبور كما كان في السابق»، موضحا أن فرنسا تستقبل سنويا 180 ألف مهاجر، من بينهم 30 ألف طالب مغربي، مما يجعل فرنسا هي البلد الثالث، بعد أمريكا وبريطانيا، من حيث عدد الوافدين عليها. وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن بلده لا يعارض التجميع العائلي وإنما يحرص على أن يتم ذلك على أساس احترام شروط، من بينها أن يكون المهاجر مقيما بصفة قانونية وأن يكون لديه شغل قار ومنزل لإيواء الأفراد الذين يجب أن يتقنوا اللغة الفرنسية حتى يكون اندماجهم في المجتمع الفرنسي سهلا. وبخصوص ملف سوريا، أكد جوبي أن فرنسا ضد التدخل العسكري، وتوافق جامعة الدول العربية في الخطة التي عرضتها لحل الملف. ومن جهته، اقترح وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني أن يكون هناك تعاون اقتصادي ثلاثي بين المغرب وفرنسا وإفريقيا من أجل المشاريع الإنمائية. وأكد سعد الدين العثماني أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي مهمة، وأن رجال المال والأعمال سيزورون قريبا المغرب من أجل اكتشاف المغرب الجديد الذي ظهرت ملامحه بعد الدستور والانتخابات النزيهة التي عرفها. وناقش العثماني مع نظيره الفرنسي القضايا ذات الاهتمام المشترك واتفقا على التحضير للجنة العليا المشتركة التي ستنعقد منتصف السنة الجارية في الرباط، كما قررا وضع آلية للتشاور السياسي التي ستشتغل بشكل منتظم بين الدولتين على مستوى كبار المسؤولين والخبراء. وأكد العثماني أن المغرب مع الحل السلمي لسوريا وأن فتح الحدود مع الجزائر معروف وأن الكرة في مرمى الجزائريين.