كلما حل موعد الثامن من مارس أو اليوم العالمي للمرأة إلا وعادت قضية المرأة للحضور من جديد في الإعلام بمختلف توجهاته من خلال رصد لواقع حالها في مجتمعنا المغربي.. ندوات، برامج تلفزية وإذاعية، وتكريم للعديد من الرموز. صحيح أن العيد مناسبة سنوية للافتخار بما أنجزته المرأة وفرصة لتثمين مجهوداتها في مختلف القطاعات، في ظل الحديث عن أنها أصبحت تضاهي الرجل وتشاركه في مختلف المجالات. في حقلنا الرياضي المغربي لا نلمس أي نوع من أنواع التمييز بل يكون موعد الثامن من مارس فرصة لاستعراض ما تم القيام به، كما أنه يكون أيضا فرصة للحديث عن ضرورة تكافؤ الفرص بين الصحفية الرياضية وزميلها الرجل الذي يتقاسم وإياها أعباء نفس التخصص. وللأمانة، فإن الصحفية الرياضية تتاح لها نفس الفرص التي تتاح لزميلها الصحفي الرياضي، ولو قلنا غير ذلك سنكون جاحدات لجميل زملائنا في مهنة المتاعب. وإذا كانت الصحفيات الرياضيات أخدن ومازلن حقهن في ممارسة مهنة تعلقن بها، ويواصلن بحثهن عن إثبات ذاتهن، في مهنة أشبه ب«الطاحونة» فإن ما يحز في النفس هو الحيف والظلم الذي يمارس في حق الرياضات النسوية فرغم ما حققته المرأة المغربية من إنجازات في المجال الرياضي، مازال حضورها في الإعلام لا يرقى إلى ماتتمناه. أبشع أنواع التنكيل تمارس في حق الرياضية النسوية عندما يتم إسقاطها من برمجة القنوات التلفزية، حتى وإن تعلق الأمر بتظاهرة رياضية دولية تمثل فيها المرأة ألوان العلم الوطني، كما حدث في مباراة الذهاب بين المنتخب النسوي ونظيره التونسي في تصفيات كأس أمم إفريقيا، عندما لم يتم نقلها عبر شاشة التلفزة. مرارة الإقصاء والتهميش لا تقتصر على التغطية الإعلامية للممارسة الرياضية فقط، لكنها تبدو جلية كلما فتح النقاش حول دور المرأة في التسيير الرياضي، إذ تقرأ في عيون مجموعة من الأسماء حسرة على عدم حضورها القوي في هذا المجال أو تواجدها بشكل صوري وتتعالى الأصوات بضرورة منح فرصة لولوج المرأة مجال التسيير بشكل أكبر. اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة لإعطاء اهتمام أكبر للرياضة النسوية، فمن المجحف أن تبرمج مباريات الدوري النسوي في ملاعب تصلح لأي شيء، إلا لممارسة كرة القدم، ومن المجحف كذلك في حق المرأة الرياضية المغربية أن تغيب عن مراكز القرار في الفعل الرياضي وألا يواكب الإعلام كل مستجدات الرياضة النسوية. إنها مظاهر كلما حل موعد الثامن من مارس إلا وطفت على السطح من جديد لتفتح جرحا غائرا، لكن النقاش حولها سرعان ما يتوقف في انتظار يوم آخر من أيام اليوم العالمي للمرأة.