عيد المرأة تتكرر ذكراه مثل شعاع يخترق عتمة الظلام، يذكرنا بأشياء حدثت وطموح لأشياء لابد أن تحدث لأن المرأة تناضل ويجب ان تناضل من أجل حقوقها وحريتها، إذ تعاني المرأة اليوم من هضم للحقوق بكل المجالات والاصعدة رغم أنها قادرة وأثبتت ذلك في كثير من الميادين ..»الاتحاد الاشتراكي» استغلت هذه المناسبة لتتقرب من المرأة المثقفة والمرأة المربية لتمنح لها مساحة، ولو بسيطة ، للبوح بمشاعرها واحساسها بهذه المناسبة. الهيصة مليكة (اطار في مؤسسة خاصة): «8 مارس» لايعني لي شيئا داخل ضجيج المناسباتية « أهنئ جميع النساء في المغرب والعالم العربي وعلى كل شبر من الكرة الأرضية . كل ثامن مارس أفكر مليا في النساء اللواتي مازلن يعشن تحت طبائع الاستبداد ومنهن النساء الفلسطينيات اللواتي يعشن على أمل التحرر رغم جبروت الصهاينة و تقاعس الأنظمة العربية، وتشتت وتباين مصالحها وسياساتها قصيرة النظر، ورؤاها الضيقة المتناقضة مع منطق الرؤية التاريخية السليمة. كل ثامن من مارس أفكر في الفتيات اللواتي ما زلن يقبعن خلف جدار الأمية المقيتة التي تمنعهن من الوصول إلى نور العلم لأن بدون هذا الضوء ستظل حياتهن مظلمة ولو امتلكن جميع مصابيح الدنيا. أفكر في الأمهات اللواتي يستيقظن والناس نيام يتألمن وهن يفكرن في مستقبل أولادهن وبناتهن أطفالهن بدون عمل بدون مهنة تحفظ أيامهن. أفكر في العاملة التي تجتهد كي تجد وقتا تجلس منهكة إلى طفلها لتحكي له حكاية سعيدة. أفكر في الحرفية القابعة لساعات خلف نولها تصنع أغطية دافئة، وفي تلك الجالسة إلى تراب الأرض تصنع منه أواني الفخار مصدر قوتها وقوت أسرتها، ولا تعرف الثامن من مارس إلا من العلامات الأولى للربيع . أفكر في اللواتي مازلن يخدمن الأرض ويثقن في عطائها رغم الضيق. أفكر في اللواتي يأكلن خبزهن بعرقهن ويتجنبن› أولاد الحلال› الذين يطاردونهن من خلف مكاتبهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة اللواتي لم يكن الزمن رحيما بهن. أفكر في الزوجات اللواتي يتعرضن إلى الضرب والإهانة وإلى القمع والظلم باسم قوانين جائرة أو معتقدات بالية هشة علينا أن نعمل جميعنا كل من مكانه لتغييرها. 8 مارس لايعني لي شيئا داخل ضجيج المناسباتية . القنداسي أمينة (أستاذة اللغة الفرنسية): «نحن صناع الحياة» عيد المرأة ظاهرة فرضها العالم الغربي ، في حين نحن لدينا محطات هائلة في تاريخ حضارتنا العربية و الإسلامية، حيث ستوقفنا محطات كثيرة تروي ما قامت به المرأة الشرقية، علينا أن نستغلها ونجعلها تواريخ رسمية لتحركنا لاسترجاع الثقة في أنفسنا . ليست المرأة الغربية أكثر تحررا أو أكثر همة بل لنا في ذلك سجلا حافلا من اللائي أتينا بجليل الأعمال ورسمن طريقا ممهدا نحو مستقبل يشع نورا و نبراسا فتيحة ولد الطالبة:(موظفة بالقطاع الخاص): «مهمة المرأة المغربية أكبر من أن تكون مساواة في رفع الأجر» الإعلام يجب أن يأخذ على عاتقه ضرورة توعية المجتمع و إيصال صوت المرأة المقهورة و العمل على توفير لها الجو الملائم والمريح ، حقيقة تضيف أنها لا تعترف إلا بالحضارة التي تنتمي إليها و تاريخها الذي صنع منها امرأة قادرة على تخطي الصعاب وعضوا فعالا في مجتمعها وأنها لا شيء يربطها بالنساء. فتيحة مخلص:(استاذة الفلسفة وفاعلة جمعوية) «ينبغي ألا ننسى أن الثامن مارس رمز لكفاح المرأة» عيد المرأة لا يقتصر على يوم 8 مارس. أرى أن كل يوم هو عيد للمرأة . فهي يوميا تشتغل في البيت وخارج البيت . عيد المرأة أساسا هو اعتراف بمدى قيمة المرأة كعنصر فعال في المجتمع وكل سنة يذكرنا العيد بهذا العنصر الذي يحتاج إلى اهتمام كبير وخاص وأن نعطيه كل الفرص لكي يقدم الكثير. يكفيها أنها رمز للخصوبة و المحبة والسلام والكفاح والتحدي. فقد برهنت المرأة على أنها قادرة على أن تكون في جميع المجالات وحاضرة كإنسان له كيان ودور كبير في مجتمعه. فاطمة (موظفة بالبريد): «المجتمع لا يكرم المرأة بقدر ما يهينها» ترى فاطمة أن احتفالات الثامن مارس التي وصفتها بالظرفية تشعرها بالخجل وتساءلت بنوع من الحيرة عن جدوى الاحتفال بعيد المرأة وتكريمها بمجرد عبارة ‹›مبروك عيدك››او بباقة من الورود ، بحكم الظروف المأساوية التي تعيشها في مجتمع لا يرحم يعيش فيه اكثر من 51% من النساء اللواتي يتعرضن للضرب المبرح والاغتصاب والمتاجرة ... ربة بيت «عيد المرأة لا يعني لي شيئا» عيد المرأة لا يعني لي شيئا لأنه لو كان كما يدعون أن المرأة المغربية فعلت و قامت وأنجزت وربت وكونت و..و..و.. لما منحونا سوى نصف يوم ويقولون كأنهم أرادوا أن يبلغوننا أننا هذا ما تستحقونه مقابل الخدمات التي بذلتموها طول السنة، ويوهموننا بعبارة مبروك عيدكم، وعن طقوسها في هذا اليوم ردت أنها تنتظر الساعة منتصف النهار لجلب طفلها من المدرسة وتقضي معه بقية هذا اليوم وكفى»