محمد أحداد عاشت بلدة بني بوعياش التابعة لإقليم الحسيمة، صباح أمس الخميس، يوما داميا بعد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء، فيما أسفرت هذه المواجهات عن اعتقال أكثر من 30 متظاهرا وإصابة 10 آخرين. وعمدت قوات الأمن، خلال المواجهات، إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع واستعمال خراطيم المياه لتفريق محتجين كانوا يعتصمون أمام مقري الباشوية والمكتب الوطني للكهرباء وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة. وتسببت هذه المواجهات، التي استمرت لأكثر من ساعتين، في إحراق واجهات المحلات التجارية والمقاهي، حيث تم إشعال حرائق كبيرة في أحياء مختلفة من البلدة التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 30 كيلومترا، كما تعرضت العديد من سيارات المواطنين إلى الإحراق. وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن اعتقلت المحتجين بعد أكثر من ساعتين من المواجهات؛ وأضافت مصادرنا أنها عمدت إلى استعمال القوة في اعتقالهم خلال محاولتها فك المعتصم الذي دخل شهره الثالث بسبب ما وصفه المحتجون ب«استفحال المعضلات الاجتماعية وإثقال كاهل السكان بفواتير خيالية للماء والكهرباء لا يستطيع المواطن تحملها». وأفاد مصدر مسؤول من داخل المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، في تصريح أدلى به ل«المساء»، أن «المستشفى استقبل إلى حدود الآن حالة إصابة واحدة» فقط، وذلك -حسبما أكده شهود عيان للجريدة- لأن المصابين «يتجنبون زيارة المستشفى خشية اعتقالهم من طرف قوات الأمن». وشددت المصادر نفسها على أن قوات الأمن ضربت طوقا أمنيا على كل المداخل المؤدية إلى بلدة بني بوعياش، ولجأت إلى وضع حواجز تفتيش عديدة، مؤكدة في نفس الوقت أن تعزيزات أمنية مكثفة وصلت إلى منطقة بني بوعياش صباح أمس الخميس، وقامت بإنزال أمني في كل شوارعها». وأضافت المصادر أن هدوء حذرا «ساد في المركز الحضري بني بوعياش خلال صباح أمس، لكن الوضع مرشح للتصعيد». وكانت بلدة بني بوعياش قد شهدت احتقانا منذ اعتقال ناشط ضمن حركة عشرين فبراير، في الوقت الذي تفيد فيه رواية السلطات الأمنية بأن المعتقل لديه سوابق عدلية وأن لا علاقة لاعتقاله بحركة عشرين فبراير. يشار إلى أن منطقة بني بوعياش تشهد احتقانا اجتماعيا منذ شهور، حيث أقام بعض المحتجين معتصما داخل كل من المكتب الوطني للكهرباء والباشوية احتجاجا على «تهميش المدينة وغياب الخدمات الاجتماعية». وقد حاول المحتجون، خلال الأيام الماضية، القيام بمسيرة كبيرة نحو الحسيمة لكن قوات الأمن حالت دون وصولهم إليها».