كشفت لائحة المستفيدين من مأذونيات نقل الحافلات التي أعلنت عنها وزارة التجهيز والنقل، استفادة عدد من الرياضيين من هذا الريع. المثير أنه بعد الكشف عن اللائحة، لم يتردد بعض الرياضيين الأثرياء في انتقاد الأمر، ومنهم من ذهب إلى أنه يستحق أكثر من مجرد الحصول على «مأذونية» بالنظر إلى ما يعتبرها خدمات جليلة قدمها للبلد، بينما قال آخرون إن في ذلك تشويها لسمعتهم وتشهيرا بها. ملف «الكريمات» يكشف الفرق الشاسع بين الرياضيين المغاربة ونظرائهم في الخارج. فالرياضي في المغرب عندما يمارس كرة القدم أو ألعاب القوى، فهدفه في البداية لا يكون هو الدفاع عن راية المغرب، بل إن هدفه الحقيقي هو إثبات ذاته والحصول على مورد رزق، علما أنه عندما يصبح بطلا بمواصفات عالمية يحصل على أرباح قياسية، وفي ذلك الوقت يتذكر أنه يمثل المغرب وأن على هذا البلد أن يكرمه. لذلك تعالوا لنعقد مقارنة بين رياضيي المغرب ونظرائهم في الخارج، وحتى لا نذهب بعيدا، فلنبدأ بإفريقيا. ففي الوقت الذي يعطي فيه العداء الإثيوبي هايلي جيبرا سيلاسي الدروس للجميع وأحدث بإثيوبيا مدرسة لتكوين العدائين يصرف عليها من ماله الخاص، وأقام العديد من المشاريع لساكنة بلاده، فإن البطل الأولمبي السابق هشام الكروج، لم يفكر في مشروع خيري يعود بالنفع على المغاربة، بل إن هم الرجل أصبح هو العقارات، كما أنه وضع يده على العديد من الهكتارات الفلاحية، وتحول من عداء إلى منظم للسباقات، وعندما يطالبه الصحفيون بتقديم الحساب المالي لملتقى طنجة، يشهر في وجههم «ورقة» الرعاية السامية، علما أن هذه «الورقة» لا تعني عدم المحاسبة وهدر المال العام. رياضيون آخرون يستفيدون من عدة امتيازات، بل إنهم موظفون أشباح في وزارة الشباب والرياضة، ولا هم لهم إلا الحصول على الامتيازات، أما الأعمال الخيرية فهي خارج جدول أعمالهم. بعض الرياضيين في المغرب، لا يملون من تشغيل أسطوانة الحاجة وعدم الاهتمام بهم، قبل أن تكشف لائحة «الكريمات» زيف ادعاء عدد منهم. الرياضيون في الخارج، لا يترددون في صرف جزء من أموالهم في أعمال خيرية، لأنهم يدركون أن لمجتمعاتهم حق عليهم، فكما أنهم استفادوا من المال والشهرة، فإن عليهم أن يردوا بعض الجميل لمجتمعاتهم. للأسف عدد من الرياضيين هم نتاج ثقافة ترسخت لسنوات في المجتمع المغربي، تقوم على الاستفادة من الامتيازات والحصول على الأموال، دون أن يدركوا أن لهذا المجتمع ولهذا الوطن حق عليهم.