أصيب عون سلطة في مقاطعة «بياضة» في آسفي بنوبة عصبية أفقدته صوابه أثناء تواجده في مقر عمله. وكان عون السلطة، الذي تمت ترقيته مؤخرا من رتبة «مقدم» إلى «شيخ»، يصيح في وسط المواطنين وباقي موظفي المقاطعة بأنه مستهدَف في وظيفته وأن «المدينة عامْرة شْفّارة وماشي بوحدي اللّي كاينْ»، في إشارة منه إلى ملابسات ملف المتاجرة في شواهد السكنى والعزوبة وعدم الزواج، التي تفجرت مؤخرا في مقاطعة «بياضة». وقد تجمهر عدد كبير من المواطنين حول «المقدم» المذكور، محاولين تهدئته، قبل أن تزداد حدة النوبة التي أصابته، حيث ظل يصيح بأعلى صوته، متهما جهات عديدة في الإدارة الترابية في آسفي ب»الفساد»، وهي الاتهامات التي دفعت عددا من أعوان السلطة، الذين كانوا يحاولون تهدئته، إلى «الابتعاد» عنه، نظرا إلى خطورة الاتهامات التي وجهها، بأعلى صوت، لعدد كبير من المسؤولين في الإدارة الترابية للمدينة. وأشارت مصادر من عين المكان إلى أن «المقدم» المذكور كال اتهامات عديدة وخطيرة لعدد من المسؤولين في الإدارة الترابية في آسفي، مضيفة أنه صاح بأعلى صوته قائلا إن «المتاجرة في الشواهد الإدارية شيء معلوم وإن ما يتحصل عليه «المقدم» جراء ذلك لا يمثل إلا نسبة قليلة مقارنة مع ما يتقاضاه مسؤولون كبار في المقاطعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية». معلوم أن ولاية آسفي كانت قد استدعت عددا كبيرا من «المقدمين» و»الشيوخ» في دائرة «بياضة» في ملف المتاجرة في شواهد إدارية يمنحها بعض أعوان السلطة بمقابل مادي كبير لأشخاص يستعملونها في أعمال تدليس ونصب واحتيال، بعد انكشاف أمر هذه «الشبكة»، التي كانت تستغل عناوين بعض المواطنين وتستعملها في تسليم شواهد سكنى غير حقيقية وغير مطابقة للواقع لغرباء عن أحياء «بياضة» وحتى عن مدينة آسفي.. وكانت التحقيقات الداخلية التي أجرتها ولاية آسفي قد كشفت تورط عون سلطة (شيخ) في المتاجرة في هذه الشواهد الإدارية، دون أن تطاله مسطرة المساءلة الإدارية، إذ لا يزال المعني بالأمر يزاول مهامه بشكل طبيعي في مقاطعة «بياضة».