في أولى تعليقاته على الضجة القوية التي تلت الكشف عن لائحة المستفيدين من رخص النقل، أقر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بأن هناك جيوب مقاومة ما زالت تتربص بحزبه. وأكد بنكيران، الذي كان يتحدث أول أمس السبت أمام شبيبة حزبه، أنه سيواجه تلك الجيوب كما واجهها من قبل، وأنها تعرفه، وأن لا شيء تغير. وفي سياق متصل، وفي ما يشبه بداية أزمة داخل حكومة عبد الإله بنكيران بعد نشر لائحة المستفيدين من رخص النقل، أكد نبيل بنعبد الله أن محاربة الفساد ومكافحة الرشوة واستئصال مظاهر الريع قضايا لا تعالج بخرجات إعلامية منفردة من هنا وهناك. وشدد بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح خاص ل«المساء»، على أن قرار نشر لائحة المستفيدين من رخص النقل لم يطرح أمام المجلس الحكومي، وقال بهذا الخصوص: «لم يستشرنا أي أحد قبل نشر اللائحة»، في إشارة إلى انفراد بنكيران وحكومته بقرار نشر هذه اللائحة. وأشار بنعبد الله إلى أن استئصال مظاهر الريع يجب أن يتم في إطار شمولي وأن الاكتفاء بالنشر لا يحسم المشكل، مضيفا أنه قبل النشر يجب أن نتأكد من أن الأشخاص الذين نشرت أسماؤهم يستفيدون فعلا من تلك الرخص، والحال أن بعضهم لم يعد يستفيد منها كحالة كجمولة بنت أبي التي كانت من العائدات والعائدين الذين استفادوا من تلك الرخص عند وصولهم، ونشر اسمها ولم تنشر أسماء الآخرين وهم يعدون بالعشرات. وأكد نبيل بنعبد الله أن كجمولة كانت قد وصلتها 10 ملايين سنتيم من الضريبة أدتها وأعادت الرخصة منذ عشر سنوات، فلماذا تم الاحتفاظ باسمها في اللائحة.. وقال إن هذه أخطاء لم يكن من اللازم أن ترتكب، داعيا إلى التحكم في كل ما تقوم به الحكومة وانعكاساته. واعتبر بنعبد الله أنه كان على وزارة التجهيز تحيين اللائحة ومعرفة الأشخاص الذين مازالوا يستفيدون والأشخاص الذين لم يعودوا يستفيدون على أساس أن من ورد اسمه في اللائحة ولم يعد يستفد يمكن أن يقاضي الحكومة بتهمة التشهير، مضيفا أنه يجب التركيز على محاربة اقتصاد الريع التي اعتبرها مسألة عميقة وتتطلب مقاربة شمولية وليس إجراءات متفرقة وقطاعية، كما تتطلب قرارات حكومية نافذة. غير أن هذا لم يمنع بنعبد الله من القول «لا وجود أي تصدع داخل حكومة عبد الإله بنكيران»، مضيفا بهذا الخصوص «الحمد لله، كل شيء يسير بشكل جيد، ونحن سمن على عسل»، معتبرا أن تصريحاته أمام الدورة الثامنة للجنة المركزية لحزبه تأتي فقط في إطار الإلحاح من قبله على إنجاح التجربة الحكومية، مذكرا بما وصفه بالخطوات الإيجابية التي قامت بها أحزاب الأغلبية منذ تأسيس هذه الحكومة وقبل تأسيسها، وفي مقدمتها ميثاق الأغلبية. إلى ذلك، اعتبر عبد العزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، أن «من يتحدثون عن شعبوية الوزراء لا يفهمون أن هؤلاء بشر كباقي الناس»، مضيفا أن «الذين يُفقدون الدولة هيبتها هم لصوص المال العام، أما نحن فنتصرف دون مزايدة أو شعبوية، وسنعمل كل ما في جهدنا لنكون عند حسن المغاربة والملك». وأشار رباح، الذي كان يخاطب أعضاء اللجنة المركزية لشبيبة الحزب، إلى أن «شبيبة الحزب اتخذت قرارا تاريخيا لن ينساه أحد، وهو الإصلاح والاستمرارية، وهذا موقف مختلف عن باقي المواقف التي تنبني على الاستمرارية دون إصلاح أو على الإصلاح بدون استقرار». ودعا رباح شبيبة حزبه إلى «المحافظة على المبادئ التي بني عليها هذا المشروع من أجل استمراريته» وإلى أن «تقوم الشبيبة بتأطير الشباب المغربي، حتى تبقى راية المغرب مرفوعة وننتصر في المعارك الحضارية».