قال عبد الإله بنكيران، في اجتماع اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية، إن «جيوب المقاومة لازالت تتربص بالحزب»، دون أن يكشف عن هذه الجيوب. هذا الخطاب يذكرنا بتصريح مماثل لعبد الرحمن اليوسفي الذي كان وزيرا أول لحكومة التناوب، حيث تحدث في ندوة بروكسيل، بعد إزاحته بطريقة «مهينة» من على رأس الحكومة، عن جيوب مقاومة مستترة سعت إلى نسف تجربة التناوب، لكن بعد فوات الأوان. حين نسمع كلام بنكيران تتراقص أمام أعيننا عشرات الأسئلة المقلقة، ونوجه أصابع الاتهام صوب أشخاص متهمين بالتصدي للتجربة، دون أن نتعرف على هوياتهم وانتماءاتهم والجهات التي تدعمهم وما إذا كانت المقاومة تستهدف الحزب أم الحكومة. ولأن بنكيران زعيم لحزب سياسي أفرزته صناديق الانتخابات، فإنه مسؤول أمام الشعب ومطالب بالكشف عن هذه الجيوب التي تقاوم وتتربص بالعدالة والتنمية، إلا إذا كان الأمر يتعلق بأشباح تصعب مواجهتها. في زمن الحراك العربي لا يمكن للغة الخشب أن تستمر، في عهد الكشف عن الحقائق وتسمية الأشياء بمسمياتها تزول الخطوط الحمراء وتندثر علامات التشوير التي تحذر من الاقتراب من المناطق المزروعة بالألغام، لذا على بنكيران أن يحترم إرادة الناخبين الذين منحوه شرف قيادة الحكومة وقلدوه مسؤولية التصدي لبؤر الفساد، وإذا عجز فعليه أن يكشف عن أسماء واضعي المتاريس في طريق تجربة الحزب الحكومية.