استنكرت بشدة تخصيص المجلس البلدي لتطوان، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الذي تنتمي إليه، مبالغ مالية لتنظيم مهرجانات فنية، لمَ كل هذا؟ أنا أثرت موضوع المال العام، وقلت إنه ليس من العدل أن يذهب في الإنفاق على هذه المهرجانات، بحيث يرصد مبلغ 100 مليون سنتيم لمهرجان السينما المتوسطية، ومبلغ 200 مليون لمهرجان أصوات نسائية، وهما مهرجانان تستدعى إليهما ليلى علوي ونانسي عجرم وبوسي وغيرهن ممن نعرف أصلهن وفصلهن. لذلك فأنا أقول إنه من العار أن ينفق المال العام على هؤلاء اللواتي يعطين دروسا عملية لبناتنا المراهقات بعيدة عن أخلاقنا. أنا أقول، وأتحمل المسؤولية عن ذلك، إن هذه المهرجانات هي التي تضعف المناعة الأخلاقية والدينية لدى هؤلاء البنات المراهقات، ما يجعلهن ضحايا للرقيق الأبيض الذي يتم تصديره لحما طريا إلى إسبانيا والخليج.
قلت مخاطبا رئيس المجلس البلدي، محمد إدعمار: «إنكم تنتمون إلى حزبنا وإلى حكومتنا، وحين كنتم في المعارضة كنتم ضد المهرجانات، فما الذي حدث». هل تعتبر أن رئيس المجلس وحزب العدالة والتنمية انتقلا من النقيض إلى النقيض؟ لا، ليس بالضرورة أن يكون الحزب قد تحول من النقيض إلى النقيض، فأنا من مؤسسي حزب العدالة والتنمية في تطوان، وأشغل منصب نائب برلماني لمدة 14 سنة، لذلك أقول إن ما يحدث هو ضعف أصاب بعض أعضاء الحزب، ضمنهم رئيس المجلس البلدي، وذلك بسبب المناصب والكراسي، وبسبب الضغط الذي تمارسه الجهات الوصية. هل هذا موقف مبدئي وقطعي من المهرجانات الفنية في مجملها أم إنكم تتوفرون على تصور بديل للفن والثقافة؟ بالنسبة إلي، المهرجان الذي يدعو إلى فن يهذب الذوق ويسمو بالمشاعر الجمالية عند الإنسان، ولا ينحو منحى تهييج الغرائز والحض على الفاحشة.. إذا كانت المهرجانات تقدم فنا بهذه المعاني، فمرحبا بها. أنا لم أكن ضد فيروز وأم كلثوم، بل بالعكس. أما فن المراهقين والمراهقات و«شخبط شخابيط. لخبط لخابيط»، فنحن نتحفظ عليه ونكرهه. ومن يتحمل مسؤولية الترويج لهذا الفن فإنما يدفع بالفن إلى أن يصبح مخدرا للشباب لإلهائهم عن المشاكل الحقيقية التي يعانون منها. برلماني وعضو المجلس البلدي لتطوان