اعتقلت مصالح الشرطة بالرباط، أول أمس الاثنين، موظفا بمستشفى ابن سينا بالرباط، وحجزت لديه ثلاثة أختام تعود إلى أطباء بالمستشفى، كما حجزت عددا من الشواهد الطبية المزورة، إذ كان يتردد على الموظف العشرات من المواطنين للحصول على الشواهد الطبية دون علم الأطباء. وجاء اعتقال المتهم بعدما ضرب موعدا لفتاة تعرضت للاغتصاب بالقرب من المحطة الطرقية القامرة، وطلبت منه تسليمها شهادة طبية تفيد بتعرضها للاغتصاب، بعد أن دلها أحد الأشخاص عليه، حيث كانت تعتقد أنه طبيب، وبعد أن وقع الموظف على الشهادة، سألته عن الطبيب الرئيسي صاحب الختم، فأمرها بمده بالمقابل المادي وأخذ الشهادة دون الاستفسار عن الطبيب. اتصلت الفتاة بمصالح الشرطة التي حلت بعين المكان، حيث تمكنت من حجز الأختام الموجودة لدى الموظف، وأثناء تفتيش السيارة عثرت المصالح الأمنية على مجموعة من الشواهد الطبية موقعة بأسماء حقيقية لأطباء بمستشفى بن سينا، وتم اقتياد الموظف إلى مصلحة الشرطة القضائية. وأنكر الموظف في بادئ الأمر، أثناء التحقيق معه، سرقة الأختام والشواهد الطبية، وحمّل طبيبا بالمستشفى المذكور مسؤولية التزوير، حيث استدعت الضابطة القضائية، أول أمس، طبيبا إلى مصالحها، فأكد وضع شكاية سابقة بخصوص سرقة ختمه، وهو الإجراء الذي قام به أطباء آخرون، وينتظر أن تكون الضابطة القضائية قد استدعت أطباء جددا صباح أمس الثلاثاء. وتراجع الموقوف فيما بعد عن الإنكار، واعترف بالتهم المتعلقة بالسرقة والتزوير، وأكد أنه تم طرده من المستشفى، منذ حوالي ثلاثة أشهر، وكشفت الأبحاث الأمنية أن الأطباء قاموا بتصريح في وقت سابق في شأن سرقة الأختام بإحدى الدوائر الأمنية القريبة من المستشفى. وكان الظنين يتوفر على «نماذج» من الشواهد الطبية، مكتوب عليها اسم الطبيب، ويقوم فقط بملء اسم المرض الذي يطلبه المستفيد ومدة العجز البدني الذي يحتاجه في الشهادة التي تسلم إلى جهات إدارية أخرى. وينتظر أن تكون الشرطة القضائية أحالت، ظهر أمس الثلاثاء، الموقوف على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، قصد استنطاقه في التهم الموجهة إليه. وأضاف مصدر آخر مطلع على سير الملف، أن النيابة العامة ستستدعي الأطباء من جديد إلى الغرفة الجنحية للاستماع إليهم في شأن سرقة أختامهم.