قررت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين تنفيذ وقفة احتجاجية بعد غد الخميس أمام كل من مندوبية إدارة السجون وإعادة الإدماج وملحقة محكمة الاستئناف، تزامنا مع محاكمة المتابعين على خلفية أحداث سجن سلا في شهر ماي من السنة الماضية. وقال أنس الحلوي، المسؤول الإعلامي عن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إن الوقفة المزمع تنظيمها أمام المندوبية السامية لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سيطالب من خلالها المحتجون ب«رحيل» المندوب السامي للإدارة حفيظ بنهاشم. واعتبر الحلوي أن بنهاشم ينتمي إلى عهد سنوات الرصاص، ووجوده على رأس المؤسسة السجنية لا يساير التحولات التي عرفها في الشهور الماضية. وأوضح المتحدث ذاته أن السجون تعيش أوضاعا كارثية، حيث يتعرض السلفيون لممارسات لا تليق بالكرامة الإنسانية، على حد تعبيره. ويتمثل الهدف من تنظيم الوقفة أمام ملحقة محكمة الاستئناف بسلا في «المطالبة بمحاكمة المتورطين في استعمال القوة المفرطة من خلال موظفي قوات الأمن العمومي التي تدخلت أو موظفي إدارة السجون بسجن سلا بتاريخ 16 و17 من السنة الماضية». وأشار المسؤول الإعلامي عن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين إلى أن أعضاءها يطالبون بمحاكمة عادلة للسلفيين المتابعين في هذه الأحداث. كما أشار إلى غياب المحاكمة العادلة خلال مراحل المحاكمة الابتدائية بالغرفة المكلفة بقضايا الإرهاب بسلا. وانتقدت اللجنة ما أسمته «صمت الحكومة تجاه ما يحدث داخل سجون بنهاشم»، مؤكدة أن هذا الاحتجاج يأتي في سياق «منهجية التعذيب في حق المعتقلين الإسلاميين داخل السجون المغربية». كما انتقدت اللجنة في بيانها، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، «سياسة الهروب إلى الأمام، التي تنهجها مندوبية إدارة السجون في حل الأزمة التي أصبحت واقعا كارثيا داخل المؤسسات السجنية. وأوضحت أن هذه الوقفة تأتي استنكارا للانتهاكات الجسيمة الحاصلة في حق المعتقلين الإسلاميين دون تدخل أي جهة مسؤولة لوقفها. وكشف بيان اللجنة أن هذه الوقفة تأتي كذلك احتجاجا على تقديم أزيد من 70 معتقلا إسلاميا للمحاكمة «ظلما» على خلفية أحداث سجن سلا، دون «احترام أدنى شروط المحاكمة العادلة». يذكر أن تفكيك اعتصام السلفيين في ماي من السنة الماضية أدى إلى إصابة عدد من السلفيين وعناصر الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، واستعملت قوات الأمن الرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المعتصمين، وهو ما دفع بالسلفيين إلى استعمال القضبان الحديدية في مواجهة رجال الأمن.