الرباط محمد الرسمي قال هيثم مناع، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة، إن «أربعة ملايين سوري شاركوا في الانتفاضة التي تشهدها سوريا حاليا للمطالبة بالحرية والديمقراطية، سقط منهم ما بين 7000 و8000 شهيد خلال ما يقرب من السنة، بالإضافة إلى ما يفوق 36000 جريح أغلبهم لا يتوجهون إلى المستشفيات الحكومية خوفا من الاعتقال، فضلا عن 18000 يقبعون في السجون التابعة للنظام، لكن كل ذلك لم يثن أبناء الشعب السوري عن الاستمرار في مظاهراته السلمية المطالبة برحيل نظام البعث الحاكم في سوريا منذ 40 سنة». وأضاف مناع، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية أول أمس، عقدها الوفد السوري المعارض بعد أن أنهى زيارة إلى المغرب دامت يومين، أن «أعضاء الوفد لم يفاجؤوا بالحفاوة التي استقبلوا بها من طرف المسؤولين المغاربة، على اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية وانتماءاتهم الحزبية، خصوصا أن المغرب اعتاد على استقبال السوريين الفارين من بطش نظام عائلة الأسد على امتداد ربع قرن»، منوها في الوقت ذاته بالموقف المعبر عنه من طرف كافة مكونات الشعب المغربي، الذي عبر عن التضامن المطلق مع المطالب العادلة للشعب السوري بالحرية والديمقراطية. وأكد القيادي في هيئة التنسيق الوطني على خصوصية الثورة السورية، نظرا للتنوع الديني والإثني والثقافي الذي يطبع المجتمع السوري، مؤكدا على أن «المواطنة في إطار الدولة الواحدة والتعددية، هي الإطار الوحيد الكفيل بضمان التعايش بين مختلف الأديان والطوائف داخل المجتمع السوري، على أساس الديمقراطية والقبول بالآخر». أما بخصوص التدخل الأجنبي ومسألة تسليح المعارضة، فجدد مناع موقف التنسيقية المبدئي برفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في سوريا، «لأننا لن نقبل التغيير الآتي على دبابات الناتو كما حصل في بلدان أخرى، وهذا هو السبب الرئيسي لاختلافنا مع المجلس الوطني» يضيف مناع، قبل أن يعود ويؤكد أن هيئة التنسيق الوطني «وإن تكن حريصة على سلمية الاحتجاجات، فلا يمكنها لوم من يحمل السلاح دفاعا عن نفسه أو عن شرفه». وأبدى القيادي السوري المقيم خارج سوريا أسفه الشديد للاتهامات التي توجه إلى أعضاء التنسيقية الوطنية بالخيانة والتواطؤ مع النظام السوري، واصفا إياها بالاتهامات «المؤلمة والمقرفة في نفس الآن»، مبديا تفهمه لبعض المخاوف التي ظهرت بخصوص مصير الدعم الذي تلقاه المقاومة الفلسطينية واللبنانية من النظام السوري، مؤكدا أن «أي نظام ديمقراطي في سوريا لا يمكنه إلا أن يكون داعما للمقاومة». يذكر أن الندوة افتتحت بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية، وعرفت حضور مجموعة من أفراد الجالية السورية المقيمة بالمغرب، الذين كانوا يرددون بين الفينة والأخرى شعارات منددة بنظام بشار الأسد: «يا أسد باي باي، بدنا نشوفك في لاهاي»، وأخرى ممجدة لعناصر الجيش السوري الحر: «الله محيي الجيش الحر». كما عرفت الندوة حضور ممثلين عن بعض الفعاليات الحزبية والحقوقية.