قال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إن خمسة تحديات كبيرة تنتظر الحكومة الحالية من أجل تحقيق إصلاح جذري وعميق لمنظومة التربية والتكوين. وأوضح الداودي، في افتتاح الندوة الإقليمية حول موضوع «آفاق التعليم العالي وتشغيل الشباب في دول منطقة الأوسط وشمال إفريقيا»، أول أمس الثلاثاء، إن وزارته وضعت خمسة محاور تشمل تدبير تدفق والتحاق أعداد متزايدة من حملة شهادة الباكالوريا بالجامعة وتوسيع وتنويع العرض الجامعي وملاءمته للطلب الاجتماعي ولحاجيات التنمية والبحث العلمي، بتشجيع التوجيه إلى المسالك العلمية والتقنية وتعزيز جاذبية الإجازات المهنية والتخصصات الجديدة المتجاوبة مع حاجيات سوق الشغل وتحديات التنمية. كما شدد الداودي على ضرورة تحسين المردودية الداخلية والخارجية للجامعات والرفع من جودة التكوينات والنهوض بالبحث العلمي والتكنولوجي وتثمينه بتسخيره أكثر للاستجابة لحاجيات المحيط الاقتصادي والاجتماعي، مع تعزيز اندماج الجامعات في محيطها الإقليمي والجهوي والقاري والدولي والانفتاح على التجارب والخبرات والتكتلات الجامعية الصاعدة في القارة الإفريقية وفي بلدان الشرق الأوسط وشرق آسيا. بينما تفرعت محاور الوزارة لاستعادة ريادة الجامعة المغربية في التكوين والإشعاع والبحث العلمي بين العمل على ملاءمة التكوين، للرفع من قابلية تشغيل خريجي الجامعات، من خلال تطوير منظومة التعليم العالي وتوسيع طاقته الاستيعابية وتحسين جودته، تحسين حكامة تدبير قطاع التعليم العالي، تطوير منظومة البحث العلمي والتكنولوجي والابتكار لجعلها قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، دعم وتطوير الخدمات الاجتماعية لصالح الطلبة، ضمانا لتكافؤ الفرص وحرصا على كرامة الطالب، مراجعة الترسانة القانونية المنظمة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بما يتماشى مع تنزيل مقتضيات الدستور الجديد ومواجهة تحديات القطاع. وفي تصريح خص به «المساء»، قال الوزير إن «المغرب يجد صعوبة في تطبيق مبدأ التنظيم الذاتي للطلبة الجامعيين، بسبب أوضاعهم الاجتماعية المتفاوتة»، موضحا أن هناك فئة كبيرة منهم تتحدر من أسر معوزة وغير قادرة على الإنتاج، لفقدانها الممارسة في المجالات الاقتصادية، وأن الجامعات الوطنية تسعى إلى منح الطلبة تجارب في مجالات التنظيم الذاتي التدبير المالي والتجارة والاقتصاد وتوفر له الفضاءات الثقافية والرياضية والعلمية لفك العزلة عليه وجعله محور الجامعة وأحد أبرز محركيها، منتقدا الصورة المتداوَلة عن الجامعات، لكونها تحتضن العنف وتعيش أجواء الاحتجاجات، موضحا أنه داخل الجامعات الوطنية تنظم أنشطة مكثفة ثقافية ورياضية وعلمية لا يتم الحديث عنها.