يلتئم المكتب الجامعي لكرة القدم يومه الثلاثاء لمناقشة إخفاق المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية. يعقد الاجتماع بعد 23 يوما على إقصاء المنتخب الوطني، وبعد جدل واسع خلفه الخروج المبكر للمنتخب، وما ترتب عنه من تداعيات كشفت هشاشة بيت الجامعة. معظم المنتخبات التي شاركت في النهائيات الإفريقية سارعت إلى جمع أعضاء مكاتبها الجامعية واتخذت بسرعة قرارات حاسمة، فالمنتخب التونسي الذي أقصي من الدور الثاني سارعت جامعته إلى تجديد الثقة في المدرب سامي الطرابلسي معتبرة أن النتيجة التي حققها في الغابون إيجابية وأن المفروض أن يواصل عمله. الاتحاد السنغالي لم يتأخر في اتخاذ القرار وسارع إلى إقالة المدرب أمارا طراوري بعد المشاركة الباهتة للمنتخب السنغالي وخروجه من الدور الأول بعد ثلاث هزائم متتالية. غينيا الاستوائية جددت الثقة في مدرب منتخبها واعتبرت أن بلوغه الدور الثاني إنجاز لمنتخب يشارك لأول مرة في النهائيات. أما جامعة علي الفاسي الفهري، فإنها اختارت أن تعقد اجتماعها بعد مسلسل طويل من الأخذ والرد، وبعد أن ضرب التصدع المكتب الجامعي، ونشبت معركة كلامية بين أعضائه، بل إن حتى الدعوة التي توصل بها أعضاء الجامعة حملت في طياتها عبارة «لقاء مع غيريتس». ما الفائدة من عقد هذا الاجتماع إذا ورئيس الجامعة كشف عن تقييمه لمشاركة المنتخب الوطني في النهائيات، وجدد الثقة في المدرب غيريتس معلنا استمراره في مهامه. وما الفائدة منه وغيريتس قال للصحافة البلجيكية إن قرار إقالته أكبر من رئيس الجامعة، وان جهات نافذة في الدولة هي التي يمكن أن تتخذ هذا القرار. وما الفائدة من هذا الاجتماع وغيريتس لم يتردد وهو الذي عاد من الغابون بفضيحة الإقصاء من الدور الأول، في مهاجمة الصحفيين والمدربين المغاربة واللاعبين ورئيس الجامعة أيضا. إن الاجتماع عندما يعقد خارج الوقت المحدد له، يصبح فاقدا للمعنى، ويصبح فعلا مجرد لقاء مع مدرب يتقاضى 250 مليون سنتيم شهريا، ولم يتوقف منذ مجيئه إلى المغرب عن توجيه الإهانات للمغاربة، مرة بإهانة الصحفيين، وأخرى بحديثه عن أنه بصدد إنجاز مشروع اقتصادي سيخلق فرص شغل للمغاربة، ومرة بحديثه عن «فقر» المغاربة. عندما يعقد اجتماع للمكتب الجامعي في مثل هذه الظروف، ويتوصل أعضاء الجامعة بدعوة مفادها «لقاء مع غيريتس»، فإن الرسالة واضحة وهي أن غيريتس أكبر من أعضاء المكتب الجامعي وأنهم لا يملكون إلا التقاط صور للذكرى مع مدرب يحصل على أعلى راتب في إفريقيا وقاد المنتخب الوطني إلى إقصاء كارثي.