قرر تلاميذ معهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بوجدة مقاطعة الدراسة، ابتداء من يوم الاثنين 13 فبراير الجاري، احتجاجا على انعدام الوسائل البيداغوجية لمواصل الدراسة العادية. وجاء هذا القرار بعد أن استنفد تلاميذ المؤسسة التعليمية الخاصة بالمكفوفين كل وسائلهم للحصول على الكتب المدرسية والأوراق وآلات النسخ الخاصة بالتعلم بطريقة «برايل». «نحن نعاني من عدة مشاكل تخص متابعة الدراسة، أولها انعدام الكتب المدرسية بعد تغيير المقررات، وانعدام الآلات للكتابة بطريقة «برايل»، وانعدام الأوراق للكتابة» يشرح أحد التلاميذ المكفوفين، قبل أن يشير زميله إلى انعدام النقل المدرسي وما يترتب عنه من صعوبات ومعاناة للوصول إلى المعهد، خصوصا أن غالبية التلاميذ يقطنون في أحياء هامشية وبعيدة عن مقر المنظمة ولا توجد بها خطوط النقل الحضري مما يؤثر بشكل سلبي على مسارهم الدراسي . انعدمت الكتب المدرسية الخاصة بالمكفوفين بالنسبة إلى جميع المستويات التعليمية بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين منذ أن تغيرت المقررات، وإن وجدت لبعض المستويات فلا تتعدى بضعة كتب، فمعظم المطبوعات بطريقة «البرايل» غير موجودة، ذلك أن المنظمة المركزية بالرباط لم تطبع هذه الكتب الخاصة بهذه الشريحة الراغبة في التعلم، الأمر الذي يصعب على الأستاذ خلال العملية التعليمية/ التعلمية مباشرة نشاطه مع هؤلاء بدون المطبوعات الخاصة وأوراق الكتابة على طريقتهم الخاصة. كما يعاني المعهد كذلك من نقص حاد في الأطر التربوية، خاصة في ما يخص مادتي التربية البدنية والإعلاميات، مع العلم أن إدارة المنظمة بوجدة سبق لها أن راسلت الجهات المركزية في الموضوع. يتابع حوالي 60 تلميذا دراستهم بمعهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بوجدة وكلهم يعانون من انعدام الوسائل التعليمية، وبالنسبة إلى الأولى باكالوريا، مثلا، لا يتوفر التلاميذ على أي مطبوع، ما عدا مطبوع اللغة العربية، مع العلم أنهم مقبلون على الامتحانات المحلية على مستوى الأكاديمية في آخر السنة الدراسية. ومن جهة أخرى، طالب تلاميذ معهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بوجدة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعمل على إشراكهم في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، التي تنظمها هذه الجهات لباقي التلاميذ، منددين بما أسموه «إقصاء» يزيد من معاناتهم وتهميشهم بدل الاهتمام والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة، رغم العديد من المراسلات لهذه الجهات التي بقيت دون ردّ. ومن جهته، أوضح مسؤول النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة وجدة أنجاة أن النيابة لا علاقة لها بمطالب هذه الفئة، والتي تتعلق بالكتب المدرسية الخاصة بطريقة «برايل»، والتي هي من اختصاصات المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، مع العلم أنه سبق لنيابة وزارة التربية والتعليم أن راسلت المنظمة في هذا الشأن السنة الماضية، وتلقت جوابا يؤكد أن المنظمة بصدد إعداد الكتب دون أن تتوصل بها. ومن جهة ثانية، أشار المسؤول نفسه إلى أن النيابة تفتح أبواب مؤسساتها وقاعات مراكزها، وتضع إمكانياتها تحت تصرف تلاميذ معهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بوجدة لعرض الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي يقومون بها داخل نواديهم بمؤسستهم، بعد تسطير برنامج، ويؤكد أن النيابة مستعدة لمساعدتهم وتزويدهم بمؤطرين ومنشطين إن كانوا في حادة إلى ذلك. من جانبهم، تمسك تلاميذ معهد المنظمة بقرار مقاطعة الدراسة حتى يوجد لهم حل، مؤكدين على مواصلة احتجاجهم بكل الوسائل التي يرونها ناجعة لتلبية مطالبهم البسيطة والمعقولة بهدف متابعة دراستهم في ظروف تربوية وطبيعية وهو حق مشروع يكفله القانون.