أنعش الفوسفاط الصادرات المغربية في يناير الأخير بتسجيل نتائج إيجابية، ومكّن من تحقيق ارتفاع طفيف ناهز 0.8 في المائة، غير أن زيادات في الواردات عمّقت عجز الميزان التجاري وخفضت نسبة تغطية الصادرات للواردات إلى 43.3 في المائة، بفارق 5 في المائة عن يناير 2011. وكشفت إحصائيات أولية خاصة بالشهر الأول من السنة الجارية، أصدرها مكتب الصرف، مؤخرا، تسجيل زيادة طفيفة في عائدات الصادرات المغربية في يناير الماضي، إذ وصل فيه إجمالي عائدات الصادرات المغربية إلى 12 مليارا و650 مليون درهم، وهو ما يعادل زيادة بقيمة 110 ملايين درهم مقارنة مع يناير 2011، الذي بلغت فيه عائدات الصادرات 12 مليارا و540 مليون درهم. وأرجع مكتب الصرف هذه المؤشرات الإيجابية إلى النمو القوي الذي سجّلته صادرات الفوسفاط، التي ارتفعت بنسبة فاقت 51 في المائة وانتقلت، بذلك، من 695.6 مليون درهم في يناير 2011 إلى مليار و50 مليون درهم في يناير الماضي، في حين تقلصت عائدات صادرات مشتقات الفوسفاط بنحو 94 مليون درهم. وأوضح مكتب الصرف، أيضا، أن حجم المبادلات التجارية للمغرب مع الخارج عرف ارتفاعا ملحوظا في يناير المنصرم، بنسبة 8.6 في المائة، حيث وصلت إلى قرابة 42 مليار درهم، مقابل 38 مليار درهم في الشهر نفسه من السنة الماضية. وأرجع المكتب هذه الزيادات، بالأساس، إلى ارتفاع الواردات المغربية من المحروقات ومواد التجهيز والمواد الاستهلاكية. ففي الوقت الذي ارتفعت واردات المحروقات بنحو 8.6 في المائة، بغلاف مالي قارب 7 ملايير درهم في شهر يناير الماضي لوحده، عرفت واردات التجهيز زيادة بنسبة 13 في المائة، ممتصة ذلك ميزانية وصلت إلى 639 مليون درهم في الشهر الأول من السنة الجارية. كما سجلت واردات المواد الاستهلاكية زيادة قوية فاقت 28 في المائة وبلغت قيمتها الإجمالية، في الشهر ذاتهن مليارا و230 مليون درهم. وقد تسببت الارتفاعات القوية للواردات في يناير الماضي في تعميق العجز الحاصل في الميزان التجاري، حيث أصبحت نسبة تغطية الصادرات للواردات لا تتجاوز 43.3 في المائة، بعدما كانت هذه النسبة تبلغ 48.3 في المائة في الشهر نفسه من السنة الماضية.